عمر إبراهيم الرشيد
أدرك أن عنوان المقال ضخم إنما حسب المقال الصحفي أن يسهم في فتح الأسئلة وتقديم الإشارات ليفهم اللبيب. ومعلوم أن قوة الدول لا تقاس بالإمكانات العسكرية وحدها، بل إن الاقتصاد قد يكفي وأقرب مثال سويسرا التي لا تملك إلا جيشا رمزيا وليست عضوا في الأمم المتحدة، ومع هذا تحظى باحترام العالم كونها خزينته الآمنة. الاستثمار الخارجي قوة للاقتصاد في أي بلد، وهو ما اتجهت له المملكة في القطاع الزراعي كونها بلدا محدود الموارد المائية قياسا بمساحته. ولا يخفى على العاقل أبعاد الهجمات المتوالية إعلاميا على المملكة، نظير تبوئها لمكانتها الروحية والسياسية والاقتصادية وبعد انضمامها إلى مجموعة العشرين، هذا إلى جانب نجاحاتها في التصدي للمد الصفوي والتوسط بين إثيوبيا وأرتريا وجيبوتي لإعادة علاقاتها الطبيعية، ولعلنا نسمع قريبا عن عودة الأمن إلى الصومال بدعم المملكة بمشيئة الله تعالى.
هنا تساؤل أو خاطرة أطرحها، فلم لا يتم الاستثمار في الإعلام الخارجي خصوصا في البلدان المؤثرة وهي معروفة، وبدل أن يكون إعلامنا محليا وإقليميا فسوف يصبح فاعلا دوليا، فلا ننتظر الحدث حتى نرد عليه أو نعلق أو ندافع. ومعلوم أن الإعلام قد تأثر بموجات المد والجزر الاقتصادية، فهناك صحف قصرت صدورها على النسخة الالكترونية دون الورقية للتوفير وتقليل الخسائر، وهناك قنوات فضائية تواجه تراجعا في أرباحها وأخرى تشكو الخسائر. مثل هذه الوسائل تعد فرصة للمملكة إما عبر قطاعها الحكومي ممثلا في صندوقها السيادي أو عبر قطاعها الخاص وبمشاركة حكومية، فيكون بذلك لنا صوت خارجي مبادر، يوضح الحقائق ويدحض الحملات المغرضة ويسهم في نشر الصورة الحقيقية، هذا إلى جانب المساهمة في إيضاح الوجه الحقيقي للدين والحضارة الإسلامية الوسطية، أي المبادرات بدل ردود الأفعال.
أما الاستثمار الرياضي فشواهده ظاهرة للعيان، ويعلم كل مدرك بان الرياضة اقتصاد قائم بذاته، فميزانية ناد أوروبي قد تفوق أخرى لبلد نامي، والقطاع الرياضي مرتبط بصناعات وقطاعات أخرى منها القطاع الإعلامي والسياحي والترفيهي، إلى جانب الصناعات الرياضية في الأدوات والملابس والأجهزة وغيرها. هذان القطاعان واعدان بالفرص الاستثمارية لدولة بحجم المملكة كقوة اقتصادية واستثمارية ينشدها العالم أجمع، حفظ الله الوطن وأحاطكم برعايته.