د. خيرية السقاف
عقله محصلةً ما أدرك لمحةً..
وندى قلبه عطاء ما تنفَّس يقظةً..
اليد فيه ليست في كل قبضة دافئة بصدقه..
كما ليست في كل موقف شائكة بقصده..
النفس له على محكات الغايات, بدواعي الشهوات..
والعقل فيه ببوصلة الإدراك, ومناخ الوعي..
هذا الإنسان يتيه بغربة الروح, فتصرخ فيه وحشتها..
يكابر بضعف همَّته, فيسرف في ملامة حظِّه..
هو الذي بين عقله وقلبه, وهو الذي بين قلبه وضميره..
وهو الذي بين الصادر عنه, والباطن فيه..
بين ما حوله, وما ينفثه..
كل حركة يصدرها بصمة في ذاتها..
يعيها, أو يغفلها, يكسبها, أو يخسرها, يقيم بها خيبة, أو يحط بها أملاً..
يبني بها جبلاً, أو يحط بها هرماً..
إن هو لا يحلم لا يُدرك, وإن هو لا يدرك لا تتسع خطوته,
وإن لا تتسع خطوته لا تنمو فسيلته..
الأرض له باعٌ كلما عمل اتسعت,
والسماء له ذراعٌ كلما أيقن بلغ..
يده التي تصافح تعطي, أو تنافح..
قدمه التي تسير تصل, أو تتعثر..
أديم خطاه صفحتُه التي تسجِّل..
يا للإنسان في قبضة ضميره..
يا له حين يكون ضميره ثمرة عقله, ويقظة قلبه!!..