علي الصحن
يلتقي اليوم فريقا الهلال والاتحاد، والمباراة تشكل على الدوام كلاسيكو الكرة السعودية الكبير، ومحط اهتمام الجميع ومتابعتهم وشغفهم ومحل انتظارهم، فهي تجمع بين الفريقين اللذين حققا العدد الأكبر من البطولات، وصاحبي الشعبية الأعلى، ولمباراتهما دائماً صخب عال، وشنَّة ورنَّة تدوم أياماً وليالي، مهما كانا عليه من حال!!
الهلال يلعب اليوم وسط ظروف فنية غير مستقرة، هو بالتأكيد أفضل حالاً من ضيفه، فقد حقق بطولة وما زال ينافس بقوة في بطولات أخرى، والترشيحات المسبقة تميل لكفته، لكنه يعاني من ظروف النقص التي تحاصره اليوم، كما تلقى ضربة موجعة بإصابة لاعبه عمر عبد الرحمن الذي كان رهان المدرج الأزرق قبل أن تنهي الإصابة موسمه مبكراً، كما يعاني من عدم اكتمال جهوزية غوميز بعد إصابته الأخيرة.
الاتحاد يعاني كثيراً، ونتائجه وحاله ما زالت تضع علامات استفهام أمام جماهيره، ولاسيما أنه استعد جيداً للموسم، ووقع صفقات كانت محل الثناء في البداية، لكنه خسر السوبر، ثم خرج من البطولة العربية، وبعد ست جولات في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان لم ينجح إلا في الحصول على نقطتين، لم تكن كافيتين لتجاوز المركز الأخير في المسابقة، وخلال ذلك ألغى عقد مدربه رامون دياز وهو المدرب الذي لقي توقيعه ارتياح الوسط الاتحادي في البداية.
ظروف الاتحاد مالت إلى التحسن قبل مواجهة اليوم، فمن المرجح مثلاً أن يستعيد الفريق خدمات لاعبيه التشيلي كارلوس فيلانويفا والمهاجم فهد المولد في اللقاء، وهما إضافة مهمة للفريق خاصة المولد الذي يملك حظوظاً كبيره وحضوراً مميزاً في الكلاسيكو، وكان غائباً عن الفريق منذ إصابته في لقاء التعاون.
رغم كل ما سبق.. لا أعتقد أن تخرج مباراة اليوم من سياق مبارياتهما السابقة وتاريخهما الكبير، الكبار يبقون كباراً وإن تدحرجت عليهم الظروف وأثرت عليهم النتائج، والمباراة ستكون فرصة مثالية للاتحاد للتعافي من أزمته والخروج من دائرة نزيف النقاط ومصالحة جماهيره، وليس أفضل من نقاط الهلال وفي ملعبه لذلك.
في المقابل فإن الهلال وعلى الرغم من الغيابات الكبيرة في صفوفه يملك أوراقاً أخرى بإمكانها صناعة الفارق، فضلاً عن أنه يعرف خطورة الاتحاد بالغاً ما بلغت ظروفه، ولن ينخدع بما يعاني منه منافسه قبل اللقاء، كما أن اللاعبين ومدربهم مدركين أهمية المباراة ونقاطها من أجل الاستمرار في المنافسة الصعبة على اللقب المهم.
في دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى عانى فريق الكوكب كثيراً، وبعد أن كان أحد المنافسين على الصعود في الموسم الماضي، وجد نفسه في موقف صعب هذا الموسم ليخسر المباريات السبع الأول له في المسابقة، وقبل مباراته الثامنة ظن الجميع أنه سيكون صيداً سهلاً لجاره الشعلة في ديربي الخرج، لكن الفريق وعلى الرغم من تأخره في المباراة استطاع العودة والفوز وتحقيق أول انتصاراته.
من يدري ربما فعل الاتحاد في الكلاسيكو ما فعله الكوكب في الديربي.