سلطان بن محمد المالك
ما أقصده بثقافة التبليغ هو أن يقوم الشخص بالتواصل مع جهة ما وتبليغها بأمر أو ملاحظة تخصها، وهو يناسب كثيراً بعض الجهات الرسمية الرقابية أو منشآت القطاع الخاص التي تتعامل مع زبائن ومستهلكين. وفي الآونة الأخيرة نشطت العديد من الجهات الحكومية في نشر أرقام خاصة بها للتبليغ عن مخالفات أو قضايا معينة ومنها على سبيل المثال تطبيق آمن المقدم من وزارة الداخلية لتقديم كافة البلاغات الأمنية من خلال التطبيق، والهيئة الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد والتي تطلب التبليغ عن أيّ موضوع له ارتباط بالفساد، كذلك وزارة التجارة والصناعة نشطت كثيراً في تلقي بلاغات المستهلكين بخصوص تجاوزات ومخالفات التجار والغش التجاري وأنشأت مركزاً متخصصاً في تلقي البلاغات، وكذلك الأمانات وغيرها من الجهات الحكومية الرسمية التي تطلب من العموم التواصل معها وتبليغها بأيّ ملاحظات.
في مجتمعنا، الناس تتذمر وتشتكي لنفسها ولكنها لا تقوم بالتبليغ للجهات المعنية إلا القلة من الناس، ثقافة التبليغ لا زالت تكاد تكون شبه معدومة وقد يعود ذلك للعديد من الأسباب ومن أبرزها، عدم الثقة من المبلغ بأن موضوعه سوف يجد اهتماماً من الجهات المختصة، أو اعتقاد البعض بأن هذا الأمر لا دخل له فيه ولا يريد الدخول في مشاكل. وأحد الأسباب الهامة أن الكثير يقول نحن لا نرى نتائج نتيجة بلاغاتنا وبالتالي لا نحرص على التبليغ. شخصياً جربت التبليغ من خلال تطبيق أمانة الرياض وكذلك تطبيق كلنا آمن ووجدت تفاعل رائع وسريع بحل مشكلة التبليغ.
وفي تصوري، أن ثقافة التبليغ هامة جداً في مجتمعنا ويجب أن تتضافر لها الجهود من الجميع سواء من الجهات الحكومية أو شركات القطاع الخاص وكذلك وسائل الإعلام المختلفة. والعنصر الأهم في نجاح ثقافة التبليغ هو تجاوب وتعاون المواطن والمقيم في الإقدام على التبليغ عن أيّ مشكلة أو ملاحظة يجدها، ومن المهم أن يكون التبليغ للأمور الجوهرية الهامة وأن تقوم الجهات متلقية البلاغات بوضع معايير وأطر عامة لنوعية البلاغات التي تتلقاها لكي لا يساء استخدام التبليغ في أمور ليس لها علاقة بها.