عبد الله باخشوين
** لم يعد يجدي الحديث عن جمال خاشقجي.. وتحالف وكالة رويترز مع صحيفة الواشنطن بوست وهذا التحالف الذي يسعى إلى تضخيم دور الرجل بالحديث عن أفكاره ومشاريعه التي يرسمها ويعمل على تحقيقها في المملكة العربية السعودية بتحالفات غربية وتركية أدت إلى قتله.. لأن هذا التضخيم لا يهدف إلا سوى التأكيد على أن زين الشباب محمد بن سلمان له دور مباشر في قتله.
ولا نريد القول إن (نادي الشرق الأوسط الجديد)كان من البداية يضم كندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى جانب الجناح -النائم حالياً- في الحزب الجمهوري.. لأن الهجوم والاتهام المباشر لولي العهد.. واستمراره بدعوى البحث عن أجوبة (مقنعة) غير التي أعلنتها المملكة.. هي وحدها القادرة على دفع هذه الدول لاتخاذ إجراءات (عقابية) تسهم في تعطيل خطط ولي العهد الإنمائية والاستثمارية وتعيق سرعة تنفيذها وقد لوحت (ميركل) برغبتها في (تعليق) إرسال المعدات المدرجة على صفقة الأسلحة المتفق عليها.. وكل هذا يدفعنا لإعادة قراءة (العقلية الأوروبية) بالنظر إلى مسيرة التطور والتغيير التي يقودها محمد بن سلمان لإعادة بناء (المملكة) بأسلوب علمي حديث يهدف لاستثمار القوة الاقتصادية البترولية في إنشاء قوة اقتصادية بديلة.. تقوم على نقل (التكنولوجيا) ليس للاكتفاء الذاتي فقط.. لكن بفتح مجالات استثمارها للآخرين.
مثل هذا الأسلوب في التفكير ووضعه على حيز التنفيذ.. يتناقض مع (ثوابت) العقلية الأوروبية تجاه كل مصالحها في مستعمراتها السابقة في إفريقيا والشرق الأوسط.. فمن المعروف أن الدول التي بنت لنفسها قوة اقتصادية مستقلة مثل كندا وأستراليا وكوريا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا وغيرها من الدول في آسيا وأمريكا اللاتينية.. تم لها ذلك عن طريق (نقل التكنولوجيا) في البنية التأسيسة وتدريب الكوادر قبل أن تصقل تجاربها وتطور قدراتها وتبادر للابتكار والإنتاج غير ذلك تم لها من أمريكا وأوروبا لأسباب كثيرة من أهمها اليد العاملة الرخيصة وبعدها عن محاور الصراع العسكري.. واعتمادها على تلك الدول في المواد الأساسية ومرونتها في فهم متطلبات نقل التكنولوجيا علمياً ولغوياً وبعض تلك الدول تعد من الدول الناطقة بإحدى اللغات الكبرى.
بالعودة لزين الشباب وطموحاته ومشاريعه وأحلامه وأمنياته.. فلا شك أن هناك فوارق جوهرية بين (الشرق الأوسط) الحلي ونظرة الغرب له وبين المملكة العربية السعودية في وضعها الحالي وثروتها الحالية.. وبين نهوضها وتقدمها على خارطة التطور الحديث في ظل ثروتها الهائلة التي تمثل الضمان الأمثل للاستقلالية والنمو.. فإن الأمر يحمل خلافاً جوهرياً عن مسار تفكير العقلية الأوروبية التقليدية.
لذلك فإن الحملة الحالية التي تقودها الصحافة الأمريكية والأوروبية وتباركها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا وإسبانيا وغيرها لا يهمها (موت) أو (حياة) فلان من الناس ولا يدخل في دائرة اهتماماتها الجوهرية ولكنه يساق لأهداف أبعد بكثير.. وما إشاراتها المتكررة التي تزج باسم ولي العهد وتوجه إليه أصابع اتهام إلا المحاولة للحد من صعود نجوميته على الساحة الدولية والعربية.. وسعياً وراء محاولة إعاقة تنفيذ خططه وبرامجه في قضية حسمت وأعلن الملك وولي العهد موقفهما منها بصورة جلية لا تقبل الشك أو إعادة التأويل لتحويل الاتهام في محاولة لوضع المملكة في مكان لا يليق بها ولا يهدف لأكثر من إعاقة مسيرة نهضتها بطريقة مكشوفة.. تسعى لإغلاق أبواب -حتى- البدائل إن أمكن ذلك.. ولكن ذلك لن يتحقق لها.