سمر المقرن
فرحت جداً، عند عودتي من رحلة خارجية قبل يومين، ورأيت أمامي فتيات سعوديات يجلسن على كاونترات الجوازات في مطار الرياض، هذه المرة الأولى التي أرى فيها بناتنا في هذه المواقع، بعد السلام على الموظفة باركت لها بالوظيفة الجديدة وسألتها منذ متى تعمل هنا، فأبلغتني أنه منذ ما يقارب شهر. لا يمكن لي أن أصف هذا المشهد وغيره من المشاهد التي أرى فيها مشاركة المرأة السعودية في مختلف القطاعات، سوى أن الأحلام تتحقق، وأمنياتنا قبل سنوات طويلة اليوم نراها واقعاً، بل الواقع يبدو أجمل بكثير وأكبر وأعظم من تلك الأمنيات القديمة.
المرأة السعودية اليوم أصبحت واقعاً ملموساً في جميع المجالات، تمكين المرأة اقتصادياً ومنحها الثقة لتُثبت نفسها وتكون شريكا أساسيا في تنمية المجتمع ورسم خطط المستقبل وتحقيق الطموحات التي نعمل عليها، بعيداً عن القيود الاجتماعية التي لا أساس لها من الصحة بل هي من تعمل على تأخير عجلة التطور والنمو، والعادات التي ألصقت بالدين الإسلامي بهدف إقصاء المرأة وإبعادها عن المشاركة الكاملة حتى تظل أسيرة للعادات التي تبقيها في درجة أدنى منزلة من الرجل حتى تستمر في الاعتماد عليه، وقد تحتمل ما لا يُمكن أن تحتمله لنفس الأسباب!
تمكين المرأة السعودية ليس كلاماً إنشائياً، ولا وعوداً ننتظرها تتحقق، بل هي اليوم في كل مكان، لم يعد هناك قطاع عام أو خاص بلا وجود عناصر نسائية تشارك فيه مشاركة كاملة مع زميلها الرجل، لم تعد المرأة السعودية تعمل في المؤسسات من الأبواب الخلفية وأقسام أقل شأناً من زميلها الرجل، بل هي اليوم معه في نفس المكان ونفس الفرص المتاحة له متاحة لها، كشريك أساسي لتمتلك أدوات القوة من علم وتدريب، في زمن التحولات الاجتماعية التي يحتاج فيها الوطن إلى كل فرد دون تفضيل جنس على آخر.
وأنا في غمرة فرحتي سألت موظفة الجوازات: (هل لديكِ رتبة عسكرية؟) قالت: نعم، أنا على رتبة جندي. جميل جداً أن تدخل المرأة وتشارك في هذه القطاعات، وأتمنى أن أرى بناتنا على مراتب عسكرية أكبر، ومناصب أعلى فكلما أعطيت المرأة الثقة كلما أبدعت وتقدمت واكتسبت أدوات القوة التي تنفع بها نفسها ومجتمعها ووطنها.