فهد بن جليد
مُعاناة جديدة تعرَّفتُ عليها هذا الأسبوع لبعض أصحاب الهمم العالية من المُعوقين بيننا، ممَّن يودون التبرع بالدم والمُساهمة في إنقاذ حياة مريض، أو مُشاركة المُجتمع في حملات التبرع بالدم، وهي الاعتذار لبعضهم وعدم قبول مُشاركته وتبرعه إمَّا خوفاً من نقل دماءهم أو التحرُّج من الاستفادة منها باعتبارها غير صالحة خشية أن تنقل عجزاً ما إلى جسم المريض، للأسف هذه النظرة القاصرة لم تعد لدى بعض الأشخاص العاديين فقط، بل هناك من بعض منتسبي بنوك الدم من يعتذرون عن مُشاركة أو تبرع من يجلسون على كراسي مُتحرِّكة بحجج واهية، ويحرمونَّهم من هذا العمل الإنساني النبيل، وربما أصابوا بعضهم بخيبة أمل وانكسار نفسي، ما يزيد من مُعاناة هؤلاء دون حاجة أو مبرِّر صحي وطبي.
هذا سوء تقدير وفهم من بعض العاملين حدثني به أكثر من شخص مُعاق, يلزم معه التحرك سريعاً حتى لا نسمع مُستقبلاً بالمزيد من القصص، وذلك بزيادة فهم العاملين وتثقيفهم، وربما مُحاسبة المُقصرين أو من يحملون مثل هذه الثقافة الغريبة والنظرة الخاطئة، رغم احتياج بنوك الدم والنقص الذي تُعانيه، وهو ما يتنافى أصلاً مع ثقافة وخطوات تشجيع الناس وحثهم على التبرع.
على كرسيه المُتحرِّك حدثني عبدالله بحسرة عن تجربته و صدِّه في المرة الأولى، والاعتذار عن قبول تبرعه بالدم, الأمر الذي دفعه للانتظام في التبرع بالدم لأكثر من ست مرات لاحقة بنجاح، رغبة في المُشاركة والأجر، ثم لكسر هذا الحاجز النفسي الذي طُبع لديه ولدى آخرين من مُحبي الخير من هذه الشريحة الغالية علينا جميعاً، الجميل أنَّ عبدالله ورفاقه ممَّن يجلسون على كراسي مُتحركة أو يعانون من إعاقة ما، يعملون ويحلمون بتنظيم حملة خاصة بهم للتبرع بالدم، أولاً للمُساهمة في دعم بنوك الدم، وثانياً لزيادة الوعي والتأكيد بأنَّ دماءهم الغالية نافعة ومُفيدة ويمكن الاستفادة منها لإنقاذ حياة أي مريض دون خوف أو حرج .
وعلى دروب الخير نلتقي.