مما لا شك فيه أن الأدب العربي زاخرٌ بالفنون من شعرٍ بأنواعه ورواية ومقال ورسائل وإلى ما إلى ذلك من تصنيفات متجددة باستمرارية ظهور المجددين.
لكن من يملك الحق في استحداث فنٍ جديد وتسميته؟
كان هو السؤال الذي تكرر كثيرًا في الملتقيات والمجالس الثقافية. النص السردي الحديث تحديدًا صار موضع جدلٍ بين النقاد واحتاروا في تصنيفه.
ففي موجة كثافة الإصدارات الأدبية في المكتبات كان هذا النوع الجديد طاغياً في حضوره بين الإصدارات الشبابية تحت مسمى “نصوص أدبية” فما هي تلك النصوص؟
هناك من حاول إلصاقها بالشعر وأدرجها ضمن قائمة القصائد النثرية وهناك من أدرجها ضمن مسمى أدب الرسائل،
حتى إن البعض جنح إلى تصنيفها ضمن الرواية بكتابة هذا التصنيف على غلاف كتابه كنوع من التسويق لما تلاقيه الروايات من رواج في المبيعات وهو غش تجاري بلا شك.
من خلال قراءاتي للعديد من كتب النصوص النثرية هناك ما يعتبر بالفعل نصًا أدبيًا سرديًا رفيع المستوى زاخراً بالبلاغة والبيان والصور وقبل كل شيء يحمل فكرة.
ومن جهة أخرى هناك كتب تحمل ذات التصنيف فيما تخلو نصوصها من أي بُعدٍ فكري ولا تتعدى كونها سردًا إنشائيًا ضعيفًا بلا ترابط أو فكرة ولا حتى جمالية تصوير أو بلاغة معنى.
كثير من الأدباء العرب برع في هذا الفن المستحدث أدبيًا ولا نغفل أسماء كثيرة منهم على سبيل المثال:
د. غازي القصيبي وجبران خليل جبران وغادة السمان ومي زيادة وغيرهم الكثير، كما وإن أسماء شبابية عديدة لمعت في الآونة الأخيرة وتميزت في تقديم هذا الفن الأدبي وأتقنته،
فيما تاه البعض في سرادق الكلمة وأخذ ينسج الجملة تلو الأخرى لتعبئة السطور حتى تكتمل الصفحات وتصل لما يستطيع تسميته بكتاب يباهي به لا أكثر.
الخلاصة: فن النصوص النثرية وأرى أن هذه التسمية هي الأقرب له من الأدبية هو تصنيف مستحدث ولا يحمل أسم معترف به حتى الآن،
واختلف العديد من النقاد في أحقية نسبته للأدب فيما اتفق عليه نقاد آخرون، كما أن وجوده أصبح واقعًا وعدد الإصدارات السنوية له في تزايد بغض النظر عن جودة المضمون.
يبقى السؤال للنقاد المعنيين: ما رأيكم بهذا الفن الأدبي الجديد؟ هل سيستمر “كتصنيف أدبي مستقل” أم أنه مجرد ظاهرة ساعدت المنتديات سابقًا ومواقع التواصل حاليًا في انتشارها وستندثر فيما بعد؟
** **
- حنان القعود
@hananauthor