د.عبدالعزيز الجار الله
خسرنا فيما خسرنا في حروبنا الإعلامية ضد إيران العدو التقليدي وقطر بؤرة الإرهاب والفساد في المنطقة الخليجية والعربية، واليمن التي خلقت من الحوثي موطن إرهاب على حدنا الجنوبي، وأوروبا التي تكشفت في أزمة جمال خاشقجي أنها معادية لنا لكنها تبطن هذا العداء وتخفيه حتى جاءت أزمة خاشقي لتنفث سمومها علينا، لقد خسرنا المؤسسات الصحفية وبعض المواقع الإلكترونية التي قلصت مكاتبها في الغرب: إمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وباقي الاتحاد الأوربي، فبعد انحسار الإعلانات والمبيعات عن المؤسسات الصحفية بسبب التطور التقني وظهور الإعلام الجديد وانتشار التواصل الاجتماعي، والتحولات الاقتصادية الأخيرة التي أدت إلى ضعف القوة الشرائية مما أثر على الإعلانات، أدى ذلك إلى أن خسرت المؤسسات الصحفية حصتها من الإعلانات وانخفض المدخول والعائد المادي، وتحت هذا الضغط عمدت المؤسسات إلى إجراءات رأتها ضرورية لضغط المصروفات فقامت بالتالي:
إغلاق مكاتبها في أمريكا وأوروبا.
تسريح مراسليها في الغرب وإنهاء عقودهم.
وقف اشتراكاتها مع وكالات الإعلام العالمية.
هذه الإجراءات الاقتصادية تمت لمواجهة انخفاض الإيرادات والمعالجات المالية داخل بيوت المؤسسات فأصبحنا كما قَص جناحيه وعطل نفوذه في العواصم الغربية، حيث وضحت الحاجة إليهم في الأزمات الأربع:
- حرب التحالف العربي في اليمن.
- مواجهة إيران ومخططاتها.
- مقاطعة قطر.
- أزمة خاشقجي.
فقد اكتشفنا أننا بلا مكاتب صحفية في العواصم الغربية، وأيضًا بلا مراسلين، ولا أي نفوذ وتأثير على وكالات الإعلام العالمية، فقد كانت المكاتب والمراسلون والاشتراكات السنوية في الوكالات تؤدي دور المدافع عن قضايا السعودية أو شرحها، وإرسال تقارير إعلامية عن مواقف الأصدقاء الرأي الآخر غير التقارير المعادية، إقامة الندوات التي تشرح موقف السعودية، المشاركة في المؤتمرات الإعلامية وطرح الأسئلة والقيام بالمداخلات الإيجابية، وبالعادة المراسل يكون متعاونًا مع صحف ومحطات فينقل وجهة النظر السعودية، بالإضافة إلى قيام المكاتب والمراسلين في دور العلاقات العامة في أروقة المنظمات الإعلامية والحقوقية وشرح موقف السعودية وتزويدهم بالمعلومات الصحيحة والحقيقية.