د. محمد عبدالله العوين
مر يوم 5 أكتوبر 2018م الجمعة 25 محرم 1440هـ مرور الكرام دون أن يأخذ ما يجب أن يأخذه من الاعتناء بدلالاته وغاياته الأخلاقية والعلمية البعيدة المدى في كل أمة.
مر يوم « المعلم « الذي أقرته منظمة اليونسكو عام 1966م بعد التوصية التي قدمتها منظمة العمل الدولية ؛ ليكون يوم الخامس من أكتوبر من كل عام يوم وفاء للمعلمين على مستوى العالم.
لا نريد أن نقيم حفلات خطابية أو كرنفالات احتفالية؛ لكننا نطمح إلى أن يحدث تكريم عملي من الوزارات المختصة المعنية بشؤون المعلمين والأكاديميين بإحداث تطوير في ميادين عملهم ؛ إما بإقرار مطلب سعوا إليه ، أو بإلغاء نظام رأوه معيقا لعملهم ، بحيث يتوافق هذا اليوم مع إصدار أو إقرار ما يعين المعلمين والأكاديميين على أداء رسالتهم ، ونطمح أن يحدث تكريم لمعلم متميز أو عدد من المعلمين المتميزين في كل مدرسة أو جامعة من الأحياء أو ممن غادروا الحياة بعد أن أدوا رسالتهم وخرجوا أجيالا ثم تعاقبت السنون ودُفنت أسماؤهم في ذاكرة النسيان.
ثم إنه مما يحسن بنا نحن الذين لا نملك إلا «الذاكرة» أن نعيد في هذا اليوم التذكير بأسماء معلمينا الأفذاذ الذين قرؤونا الحروف الأولى وأهدوا إلينا الكتب الأولى وصعدوا بنا المنابر الأولى وأصلحوا لنا خطل الكتابات الأولى.
أشغلتنا الحياة بلهاثها وركضها؛ فقصرنا في حقهم وكأننا نسينا أسماءهم وعلا شيء من غبار الزمن ملامح وقسمات وجوههم؛ ولكنهم - والحق - ساكنون فينا، شاركوا آباءنا في تربيتنا، فكانوا لنا آباء تهذيب وتثقيف وتوجيه إلى الحسن من العمل والطيب من القول.
أقل ما يجب علينا أن نقدمه لهم ؛ ليس كعك حلوى ، ولا وشاحا أخضر مطرزا ، ولا درعا صقيلا محفورا بماء الذهب؛ بل نقش أسمائهم في صفحات التاريخ بكتابات تخلدهم وتبقيهم في ذاكرة الأجيال.
الوفاء خلق كريم يتعلمه الأبناء من الآباء ، ونحن إن نسينا أو تناسينا اليوم فسيمر بنا يوم نتطلع فيه إلى أن نسعد بكلمة عرفان أو لفتة تذكر أو شارة محبة من وفي.
ومن الجميل للمدرسة أو الكلية أو الجامعة أن تبقي المميزين ممن أفنوا أعمارهم فيها وقدموا عصارة أفكارهم واختاروها بيتا آخر لهم وفضاء واسعا ملؤوه بالإنتاج والعطاء عوضا عن الفضاء الكبير في الحياة الممتلئ بالمكاسب والنجاحات المادية ؛ من المحمود أن تسمى بعض القاعات أو المدرجات أو المكتبات أو الأندية أو الممرات أو الشوارع أو الميادين في الجامعة بأسمائهم ، وأن تعلق صورهم في لوحات الشرف في الساحات الرئيسة من المدرسة أو الكلية أو الجامعة مع نبذة موجزة عن كل مميز مقتدر له أثر كبير؛ إما في تأسيس المنشأة العلمية أو في الإدارة أو التربية أو الإنتاج العلمي أو الأدبي أو الإعلامي.
كما أن من الخير إصدار مطبوعة أو تحرير مادة في موقع الكتروني يتبع للمدرسة أو الكلية بمن يستحق أن يكرم من المعلمين أو الأكاديميين. يتبع