د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
مازالتْ تُشْجينا محفزاتُ النهوض في بلادنا الحديثة، ويبهجنا انسكاب الضوء في كل أصقاعنا، وما برحتْ طبيعة بلادنا ومعالمها تتناقل أحاديث شموخنا بالصوت والصورة؛ فأضحت منصاتنا الوطنية الفاخرة تسوق العالم إلينا، ولذلك أضحت كل مناقبنا وصفاتنا وكل إطلالة فاخرة من ملكنا سلمان وسمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظهما الله - تجسدُ عظمة هذه الأرض وهذا الشعب فكل حديث عن مَعْلَم أو عَلَم فوق ثرى بلادنا ليس دعاية ولادعوى بل إضافة لمسؤولياتنا تجاه وطننا الأشم؛ وقد عاهدناه أن نمضي قُدمَا؛ فالحفاوة التي استقبل بها السعوديون حديث سمو ولي العهد محمد بن سلمان الأسبوع الماضي في منصة الاستثمار «دافوس الصحراء» عندما قرن وشبه صلابة وهمم شعب بلادنا بجبل «طويق» العملاق كانت من المرشحات الهامة التي أدركتنا بقوة وألبستنا رداء من الدافعية فاستقبلناها بحفاوة وفخر مثلما كانت حفاوة سموه بالشعب السعودي حين قال، «أعيش بين شعب جبار وعظيم» و«همة السعوديين مثل جبل «طُوَيْق» وأرى أنه في عقد سموه لذلك التشابه وبتلك الصفات وسم آخر للشعب السعودي وثبات وجوده بإذن الله، وعلو شأنه، وصلابة مواقفه في مصلحة بلاده؛ وهمته العالية في تشكيل العلامات السعودية المميزة، فهي حزم صاغها سمو ولي العهد ليقدم السعودية والسعوديين للعالم في حلتهم البيضاء الجديدة، وبما يُجسد معنى السعودية العظمى، ويؤطر لمفهوم القوة والصلابة كما هو جبل طويق العملاق الذي كان تمثُّلُ سمو ولي العهد بالجبل تعريفا وتشريفا وموسوعة جغرافية اختزلها سموه في دقائق، وكانت التقاطة بصيرة حيث «طُوَيق» جبل وتاريخ وامتداد وأمجاد؛ وفيه وحوله مدن وقرى، وتسيل منه عشرات الأودية ويقع تحت سفحه نسبة كبيرة من سكان بلادنا، وفيه آثار عمران، وطلول حضارة، ومخلفات أمم وصفحات أجيال،
ولأجيال الرؤية العملاقة 2030 ولمن تدثّرَ وافتخرَ بحديث سمو ولي العهد والسعوديين وطويق نسطر بعض الحديث عن جبل «طويق» الذي نشبهه ويشبهنا، يقول صاحب المؤلَف الموسوعي معجم اليمامة الشيخ عبدالله بن خميس رحمه الله في كتابه الذي كان ضمن مشروع رسمي توثيقي لجغرافية البلاد السعودية يقول «طويق هذا الجبل الأشم ينتصب وجهه الغربي فارعا، بارزا،مشمخرا، وتقوم فيه أنوف ورعان وقمم إذا استقبلتها الشمس فكأنها صفحات المُزن متأبية متألقة سامقة بيضاء... ويمتد هذا الجبل العملاق من رمال «الثويرات «شمال الزلفي» ويذهب مجنبا حتى يندفن طرفه في «الربع الخالي» جنوبا بما يزيد عن ألف كيل، فطرفاه تبتلعهما الرمال شمالا وجنوبا...»
وفي حديث سمو ولي العهد ربط بارع بين ماضي طويق وطول العهد به وحاضره والتواجد البشري حوله بعد أن امتدت له يد العمران والعلم فشقت فيه الطرق ومهدت المسالك، وقامت المدن والحضارات فطويق مستوعب ٌ يحمل آفاقنا الجديدة فهانحن نشبه «طويق» في صيغة توكيد استثنائية استلهمها فكر سمو ولي العهد الاستثنائي ليؤسس عليها عالم السعودية الحديثة،،،
بوح الختام، يقول ابن خميس رحمه الله مخاطبا «طويق»،،
أحبُّ فيك «طُوَيْق» كل فارعة
شماء في مستجار فرعها عاري
وأعشقُ الصفحة البيضاء معرضة
مثل السبيكة في تفويف زنّارِ
ألهمتني يا «طويق» كل شاردة
تضيق عنها ترانيمي وأشعاري
وكنتُ أبعثُ ألحاني مولّهةً
واليوم حطمتُ إلا فيك قيثاري