محمد بن عبدالله آل شملان
مات.. المؤرخ والتربوي والأديب والباحث الشيخ عبدالله بن حمد الحقيل.. رحل هادئاً عن هذه الدنيا الفانية.. ومضى كغيره من المؤرخين الوطنيين والأدباء المبدعين الذين نحزن على رحيلهم وفي نفوسنا أسى عميق وسؤال كبير.. هل قدرنا إبداعهم وهم أحياء بيننا!؟ أم تركناهم للنسيان.. فإذا ما رحلوا.. بكينا على رحيلهم وندمنا على عدم تقديرهم الذي يستحقونه.
عبدالله بن حمد الحقيل.. كان واحداً من الوطنيين العاشقين.. خاطب اتجاهاته الإيجابية.. ولامس مساراته في جميع مناحي الحياة من خلال إبداعه الثر وفكره الخصب.
رحل كغيره بكل الهدوء دون أن يكون للإبداع قيمة.. وللعطاء الجميل تشجيع. وهو ليس وحده فقط.. الذي لم يلق ما يستحقه من تقدير. ولقد عشت الحزن برحيله.. وكنت أسأل نفسي: هل نال المبدعون من أمثاله ما يستحقونه؟
إنني أقترح تكريمه في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في دورته الثالثة والثلاثين، والذي ستنظمه وزارة الحرس الوطني في شهر ربيع الآخر القادم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله -.
إن عطاء المؤرخ والتربوي والأديب والباحث.. ليس سهلاً وليس رخيصاً؛ لأنه عطاء فكر وإحساس وإبداع ومخاض ثقافة وأفق واسع.. والأمم التي تخلد بمفكريها ومؤرخيها وتربوييها وأدبائها وباحثيها المبدعين.. تضع هؤلاء المبدعين على مدارج التقدير ليبقى عطاؤهم شعاعاً جميلاً لكل الأجيال.
إنني أتمنى فعلاً أن تقوم جهة معينة بتكريم كل المبدعين في كل مجالات الحياة.. أدباً وشعراً وطباً وهندسة وعلوماً ولغة وفناً وريادة للأعمال والمخترعات والتطوع والمسؤوليات الاجتماعية والسعودة والتعليم والإعلام، نشد على أيديهم ونطوقهم بأكاليل الجميل وأوسمة التقدير والعطاء المخلص.
والإبداع المتميز يستحق كل هذا، وقلمي يعجز عن الإشادة بكل المبدعين لأنهم يستحقون أكثر من كلمات الشكر ـ رحم الله الأموات منهم ـ وأمد الله في أعمار الأحياء فيهم.
عبدالله بن حمد الحقيل.. رحمك الله.. وأسبغ عليك شآبيب رضوانه.. والعزاء لكل محبيك مثلما هو لأشقائك وأبنائك وأسرتك.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.