فهد بن جليد
التوسع في إطلاق المسمَّيات الترويجية دون رقابة تجارية، له تأثيره على قرار الشراء عند المستهلك مهما كان واعياً، بالأمس في أحد المولات الشهيرة بالرياض شدَّ انتباهي وقوف شخص يرتدي (يونيفورم طبي) عند ركن المكسرات، وطلبه من البائع (نصف كيلو) من تشكيلة كتب عليها لوحة خليط (الطاقة والنشاط)، وهي عبارة عن تجميع لأنواع من الزبيب والكاجو والفستق واللوز وعين الجمل وغيرها، لم أتمالك فضولي وطلبت أنا أيضاً (نصف كيلو) مثله، رغم أنَّني واعٍ جداً بأنَّ هذه الأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، إنَّما أطلقها التجار للترويج لبضاعتهم، ولكنَّني وقعت في الفخ، التجربة كانت جميلة ولذيذة أو هكذا شعرت بها على الأقل، علماً بأنَّ (كيلو التشكيلة) اشتريته بـ62 ريالاً، بينما يباع (كيلو) كل نوع وحده عند نفس المكان بـ50 ريالاً تقريباً، وما زلت حائراً لماذا دفعت 6 ريالات زيادة على سعر (نصف الكيلو) الذي اشتريته، وكيف انطلت علي حيلة (الطاقة والنشاط) تلك؟
كثيرون يمَّارسون علينا مثل هذه الحيلة دون أن نشعر أو نهتم، بإطلاق المسمَّيات الجاذبة على منتجاتهم وخلطاتهم الخاصة من محلات العصائر الشعبية مروراً بالمطاعم ذات الخمس نجوم، وصولاً إلى بعض المصانع ومنتجاتها، فرغم أنَّ اختيار اسم للمنتج فن تسويقي وعلم قائم بذاته، إلاَّ أنَّنا أمام تجارب محلية حققت نجاحات لافتة من دون أن تعتمد على أي مرجعية أو مفهوم علمي.
أتفهم وجود مثل هذه المسمَّيات وإطلاقها على عطور وزيوت وخلطات (العطَّارين) أو الحواجين، فلهم باع طويل في تسمية خلطاتهم الخاصة والعسل الذي يبيعونه بمسمَّيات ترتبط بالعافية والشفاء والقوة والنشاط، ولكن أن تسير بعض فروع (الهايبر ماركت العالمية) على جادة العطَّارين فهذه جديدة وتستحق التأمّل، خصوصاً أنَّ هؤلاء بإمكانهم الاستيراد من الخارج مباشرة، وتسمية ما يشاؤون من المنتجات بما يريدون؟
وعلى دروب الخير نلتقي.