فجرت قضية الإعلامي جمال خاشقجي «رحمه الله»، وتفاعل معها الإعلام العالمي، وأشغلت الرأي العام العالمي، وحجبت قضايا شعوب ودول، وأصبحت محل اهتمام الساسة العالميين، وتحركت لأجلها كثير من المنظمات والهيئات والجمعيات الدولية، وتفاعل معها رجال المال والأعمال والحقوق والقانون، وأصبحت شغلا شاغلاً لكثير من الناس في العالم الغربي وفي الوطن العربي، بل يمكن الجزم بأنه لم تحظَ وفاة رجل إعلامي بمثل هذا الاهتمام الإعلامي في هذا القرن، ولو جمعنا الكم الهائل من المقالات والمقابلات واللقاءات والمتابعات لوجدنا أن المسألة الخاشقجية تجاوزت كل الأرقام القياسية.
نعم، لقد كانت حادثة بشعة ومؤلمة لكنها في كل أحوالها تعنى بوفاة رجل واحد «رحمه الله»، فلم كل هذا الضجيج؟
إن المتأمل والقارئ لهذا الأحداث يدرك أن هذا التكالب العالمي ينبئ عن هجمة مقصودة تدار بتنسيق ودعم من كيانات كبرى وتستهدف المملكة العربية السعودية كلها، وليس حفنة من الأفراد.
لا أعتقد إطلاقا، بل يستحيل أن القيادة السعودية المعروف عنها الحكمة والتروي وفي هذه الظروف الحرجة التي تمرّ بها سوف تسمح بمثل هذا العمل البشع أن يتم في دار الأمن والأمان (القنصلية)، وحيث حدثت هذه الجريمة فإننا يجب أن نتوقف حول من المستفيد من الإضرار بالمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً وقلباً نابضاً للأمة الإسلامية..؟
هل يراد إشغال الرأي العام العالمي بمثل هذا القضايا لتمرير قضايا أكبر وأخطر على الأمتين العربية والإسلامية.
هل نحن أمام تحوّل خطير في المخطط التدميري (الفوضى الخلاقة) لكي تصبح قلعة الإسلام في مرمى سهام الأعداء بشكل مباشر.؟
هل.. وهل.. وهل.. تساؤلات كثيرة جداً تحتاج فعلا إلى دراسة وتأمل واستخلاص الدروس والعبر.
غير أن ما يعنينا أيضاً في هذه القصة هو..
ما هي الآثار المتوقعة لهذا الحدث على المملكة العربية السعودية وعلى الإسلام...؟
كيف سيستثمره أعداؤنا لصالحهم في حربهم المستمرة ضد قلعة العروبة والإسلام المملكة العربية السعودية؟
كيف نتعامل مع هذه الأزمة على كافة المستويات : الأفراد، المؤسسات، النشاط السياسي؟
ما هو دور المواطن في حماية وطنه، وفي تعزيز انتمائه لقيادته، وفي توحيد الكلمة ووحدة الصف؟
كيف نستطيع من خلال هذا الحدث تعزيز متانة الصف الداخلي؟
كيف نستطيع تحديد الصديق الصادق من الصديق اللدود المنافق؟
نحن مع قادتنا سائرون وبفضل الله يحيق المكر السيء بأهله، ولن يزيدنا هذا الضجيج إلا قوة في وحدتنا ووضوحاً في رؤيتنا.