في الثلاثينيات والأربعينيات وأيضاً الخمسينيات الميلادية كان العرب ليس لديهم إمكانية حل لغز مخططات النكبات التي تحل بهم بفضل استخبارات «الثعلب ورامبو»، ويحاول مجاراتهم في ذلك حبيبنا «العصملي» إلا بعد مضي 50 سنة، وبعد انقضاء تلك الفترة أي الخمسين عاماً تتكشف لهم سيناريوهات اللعبة، وصدقاً كانت تلك الاستخبارات هي من تكشف نجاح مخططاتهم والدور الذي لعبوه في «مرمطة الغلابا»، ويكون إعلانهم عن مخططاتهم تلك هو من مبدأ المفاخرة بدهائهم ونجاعة مخططاتهم التي تخدم إستراتيجياتهم.
اليوم -ولله الحمد- لم يعد الشعب العربي وبخاصة الخليجي وفي مقدمتهم الشعب السعودي تنطلي عليه هذه الحِيَّل والمخططات والفبركات وخيالات أفلام «جيمس بوند»، فاليوم بفضل التقنية أصبح يفهم كيفية التعامل مع هذه التقنية وترويضها واستخدامها لصالحه وبخاصة أدوات التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها بل أصبح يفوق صانعيها وموردوها بما يملكه هذا الشعب، والحديث هنا عن أبناء بلاد الحرمين الشريفين «المملكة العربية السعودية» يفهمون ويعلمون جيداً ما يُحاك، ويتم التخطيط له من دوائر استخبارات دولية وإقليمية تواصل الليل بالنهار، وفي اتصال دائم فيما بينها للنيل من بلاد الحرمين الشريفين وإنسانها الموحَّد المستمسك والمستعصم بالشريعة الإسلامية الغراء، فاليوم وكما نشاهد أعداء الأمة، وقد تعالت أصواتهم منادين بمعاقبة السعودية لأجل شخص واحد وهو إعلامي من أبناء السعودية فلم تُذرف دموع التماسيح من هؤلاء الذين تتعالى أصواتهم باتجاه بلاد الحرمين لأجل عيون هذا المواطن «خاشقجي»، وإنما لأننا في السعودية قضينا على شماعة «المرأة لا تقود في السعودية» وحقوق المرأة ونحوها ولم يعد هناك شماعة أو عامل ضغط تجاه السعودية، إلا أن يتم خلق مشاكل للسعودية على نحو هذه المشكلة، وسوف يستمرون بخبثهم ومكائدهم تجاه بلاد الحرمين الشريفين وإلا فما مكانة خاشقجي لدى هؤلاء والعالم بالنسبة لـ: (الأميرة البريطانية ديانا، ورئيس الوزراء التركي يلماز، والرئيس علي عبدالله صالح، والرئيس رفيق الحريري، والسفير الروسي، وطبيب الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب)، والذين تم قتلهم بدمٍ بارد ودون ضجة إعلامية كالتي تُشن اليوم على السعودية، كما أن رئيس الإنتربول الدولي قد اختفى في وضح النهار ولم يجد من يكلف نفسه بالسؤال عنه..! والملايين التي قُتلت وشُردت بدمٍ بارد من الشعب السوري والشعب العراقي فهؤلاء لا بواكي لهم ولا دموع تماسيح تسكب قطرة من دمعة على نهر دمائهم الجارية..!
تلك التماسيح المتربصة في مستنقع الغدر والخيانة التي تسكب دموعها اليوم على خاشقجي نعلم ويعلم كل ذي عقل أنهم لا يبالون ولا يأبهون لمقتله ولا لمليون من جنسه؛ فالهدف إعاقة رؤية سمو ولي العهد 2030، والتأثير سلباً على مستقبل الأمة وهو مشروع «نيوم» الذي سوف تصنعه تلك الرؤية المباركة، لأن «رؤية 2030» تجعل المملكة تُشكِلْ وتُنوع في استثماراتها الصناعية وفي شتى الأوجه والمجالات، وبخاصة الصناعة السياحية وإنتاج الأسلحة ومجال صناعة المعادن المهمة التي تكتنزها أرض هذه الدولة المباركة، وبالطبع هذه الاستثمارات تجتمع فيها دول عديدة فتكون على علاقات إستراتيجية وثيقة مع عدة دول كالصين والهند وروسيا مما يفضي لعمل مريح جداً للمملكة ومساحة جغرافية أوسع من العالم يكون لها حرية تحريك مصالحها في شتى الاتجاهات، ولان رؤية 2030 تستثمر بالإنسان وفي جميع الموارد الوطنية لصناعة وطن يكون في مصاف الدول المتقدمة صناعياً وعلمياً وثقافياً فإن هذا لا يروق لبعض الحلفاء وجميع الأعداء، ولذلك تنشأ المكائد للمملكة والعمل على شيطنتها، وسوف تكون هنالك مسرحيات أُخرى على نحو ما نشاهده اليوم وقد يكون أشد، حيث إنهم لن يتوقفوا عن مخططاتهم الخبيثة تجاه بلاد الحرمين الشريفين والإساءة إليها كي تكون مثل البلاد العربية التي اجتاحها الخريف العربي والتي تم تمزيقها وتفكيكها وأصبحت شعوبها تتقاتل فيما بينها، وهذا والله ما يسعى له الأعداء الذين يتربصون بمملكة التوحيد بالليل والنهار للنيل منها لتفكيكها وجعل إنسانها يعيش في جحيم مقيم، ولكن (يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين).
** **
n-waqee@hotmail.com