إبراهيم عبدالله العمار
توم كروز كان ولا يزال من أشهر الممثلين الأمريكان، وكان اسمه في التسعينات خاصة على كل لسان في هوليوود، ولكنه أيضاً اشتهر هناك بشيء لم يعرفه الكثير خارج الوسط الفني الأمريكي، وهو كونه ساينتولوجياً.
ساينتولوجي تعني ديناً جديداً ظهر عام 1954م في أمريكا على يد رجل اسمه إل رون هبارد، وفكرته أن البشر كائنات خالدة فقدت هويتها ونسيتْ طبيعتها. الدين غريب، فيظنون أن مشاكل البشر نتيجة شيء حصل في قديم الزمان، وهو أن إلهاً في عالمٍ آخر أخذ مليارات الكائنات من أمته ونفاهم إلى كوكب الأرض ثم قتلهم بالقنابل النووية، فخرجت أرواحهم وانتشرت في كوكبنا، ورغم أن تلك الحادثة حصلت قبل 75 مليون سنة إلا أن الأرواح لا تزال تسكن كوكبنا وتتعلّق بأجساد الأحياء، وأن هذا سبب الأمراض الجسدية والنفسية. ودين الساينتولوجي يعلّم هذه المعتقدات بالتدريج، ليس فقط اعتماداً على الزمن، بل المال! فلن تتعلّم الاعتقاد الذي بالأعلى لمجرد أنك قضيت سنيناً في الدين، بل يجب أن تدفع المال لتتعلّمه! وهذا الاعتقاد الذي بالأعلى بالذات يتحاشى رؤساء الدين أن يذكروه علناً ويهدّدون ويقاضون كل من يتكلم عنه، إلا أن الإنترنت والتقنية الحديثة جعلت الأسرار شيئاً من الماضي وتسرّبت هذه المعتقدات وصارت في علم الجميع.
هناك الكثير من الغرائب المتعلّقة بهذا الدين، منها أنهم يحاربون الطب النفسي، ومنها أن لديهم أجهزة يزعمون أنها تقيس الضغط النفسي، ومنها أنهم محترفون في مقاضاة أي شخص ينتقدهم أو يحاول كشف زيف دينهم، ولكن أشهر هذه الغرائب هو إقبال المشاهير الغربيين عليه. إنه شيء محير، فبعض أشهر الممثلين والمغنين يعتنقون هذا الدين وينافحون عنه، منهم توم كروز وجون ترافولتا ونانسي كارترايت (التي تقلّد صوت بارت سيمبسون) وبريسيلا بريسلي (زوجة إلفس بريسلي) والمغني والسياسي الراحل صَني بونو والمغني آيزاك هيز والكثير غيرهم، ولعل الدعوة تُنشر وسط الفنانين الغربيين لِما يملكونه من مال، وربما هذا هو السبب الأساسي الذي جعل رون هابارد يخترع هذا الدين، أي المال، فكنيسة الساينتولوجي بالغة الثراء بسبب الأموال التي تأخذها من أتباعها، والله أعلم ما الذي يجذب الناس إلى هذا الدين الغريب، ولا سيما أن رون هابارد كانت مهنته الأساسية كاتب روايات خيالية!
الأديان تنتشر لأسباب متعددة، أما دين ينتشر لغرض تجاري بحت فهذا من النوادر.