عبدالعزيز بن سعود المتعب
اعتدت أن أطرح هنا بشفافية كل التفاصيل التي لها صلة بأمر يخص الشعر الشعبي والاستشهاد بشواهد توثيقية في سبيل معالجة -أمرٍ ما- ذي صِلة.
من ذلك قصائد تصلني لبعض (شعراء شباب) فيها تضمين فحواه عتبًا حادًا على شكل رسائل لأصدقاء (صُدِموا فيهم بشكل أو بآخر)، وبعضها صريحة جداً باسم الشاعر الموجهة إليه كقصائد مراسلات. وأتي رد الشاعر الآخر في المقابل بصورة لا تليق! وفي هذا خلل لن أتطرّق إلى تفاصيله حتى لا أُشخصن الأمر، ولكنني أطرح في المقابل تفعيلاً لمقولة -وبضدها تتميّز الأشياء- أمثلة من قصائد المراسلات لكبار الشعراء تضمّنت الاحترام المتبادل، والارتقاء بذائقة المتلقي عالياً حتى أمست هذه القصائد الخالدة أنموذجًا متميزًا جداً حتى بعد أن رحل أصحابها من هذه الدنيا الفانية.
من ذلك قصائد المراسلات التي كانت بين الشاعر الأمير محمد بن أحمد السديري -رحمه الله- والشاعرين زبن بن عمير البراق ومرشد البذال -رحمهما الله- والقصائد التي كانت بين الشاعرين عبدالرحمن العطاوي (شاعر هوازن) والشاعر عبدالله بن نايف بن عون، وكذلك القصائد التي كانت بين الشاعر الأمير خالد الفيصل والشاعر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والقصائد التي كانت بين الشاعرين بدر الحويفي وعبدالله بن زويبن -رحمهما الله- وغيرهم من الشعراء، والقصائد التي كانت بين الشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله- والشاعر عيد بن مربح، وهناك أمثلة كثيرة وما ذكرته على سبيل المثال لا الحصر.
لهذا أرجو من بعض من يتسرّعون من الشعراء الشباب بمنح الثقة لمن (لا يستحقونها) في الحياة (استدراك) هذا الجانب قبل (فوات الآوان) أو النأي بالنفس عن عتاب ومحاسبة من لا يستحق العتاب والثقة تفعيلاً للمثل العالمي الشهير (جرّب صديقك قبل أن تمنحه الثقة) Try your friend before you trust him.
وقفة:
للشاعر بدر الحويفي الحربي
-رحمه الله-:
المجد للِّي سمعته ترفع الراس
وإلاّ الردي فرعه يعوّد لساسه
كثر التجارب بيّنن غيب الارماس
وعرفت مثمون (الذهب من نحاسه)
عليك بالطيّب ليا صرت عسّاس
طلق الحجاج اللِّي بقربه وناسه
اللِّي ليا مسّك من الوقت مسّاس
ينعشك من طيب المروّه وباسه
وإلاّ الردي لو شام للطيب ينحاس
الطيب كايد ما يجي بالطفاسه