في إطار الجولات والزيارات التفقدية التي كان يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله - بين مناطق المملكة؛ حظيت منطقة القصيم بزيارة مباركة ميمونة من لدنه يوم الخميس الموافق 19-5-1427هـ أكدت متانة العلاقة بين القيادة الحكيمة والشعب الوفي، وتم خلالها افتتاح وتدشين جملة من المشروعات الحيوية للمنطقة، كما شرف وبمعيته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ـ رحمهما الله ـ حفل الأهالي الذي أقيم بمدينة الملك عبد الله الرياضية ببريدة.
خير سفراء للوطن
خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله لمنطقة القصيم ألقى كلمة ضافية في حفل الأهالي الذي أقيم بمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بمدينة بريدة مخاطباً أبناءه أهالي المنطقة بقوله: يسعدني أن أكون معكم اليوم في القصيم العزيزة التي انطلق منها رجال يبحثون عن الرزق الحلال بهمة صادقة قبل أن يمن الله علينا بكنوز الأرض فشدوا الرحال إلى البلاد المجاورة والبعيدة وكانوا خير سفراء للوطن يحملون قيمه ومبادئه وعندما انطلقت دعوة التوحيد والوحدة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز تغمده الله برحمته هب رجال منطقة القصيم مع رجال الوطن كله خلف قائدهم لبناء الدولة الفتية يومها منَّ الله على الملك عبدالعزيز بالنصر المبين فقامت دولة الإسلام وكان لكل من أسهم في بنائها الذكر الحميد في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة إن شاء الله.
ذكرى عطرة
وما زالت تلك الزيارة التاريخية راسخة بقلوب وأذهان الأهالي مستذكرين نتائج هذه الزيارة التاريخية والحركة التنموية السريعة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات اللاحقة، معبرين عن سعادتهم الغامرة لما تحقق ويتحقق للمنطقة من تلك المشاريع التنموية الشاملة.
احتفالية
وقد شرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال الزيارة وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمهما الله - الحفل الكبير الذي أقامه أهالي منطقة القصيم احتفاءً بزيارته الكريمة للمنطقة.
وقال رحمه الله بكلمة للأهالي: نحن مقبلون على مستقبل واعد؛ مستقبل من الخير والنماء يعم كل المنطقة ويدخل كل بيت ويشمل كل مواطن وما ذلك على الله ثم على عزائم الرجال ببعيد، وأضاف في كلمته التي ألقاها في الحفل بقوله: سبق لي أن قلت وأكرر أمامكم الآن أن هناك أمرين لا يمكن التساهل فيهما وهما شريعتنا الإسلامية ووحدة هذا الوطن.. وأصارحكم القول إنني أرى أنه لا يتناسب مع قواعد الشريعة السمحة ولا مع متطلبات الوحدة الوطنية أن يقوم البعض بجهل أو بسوء نية بتقسيم المواطنين إلى تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا علماني وهذا ليبرالي وهذا منافق وهذا إسلامي متطرف وغيرها من التسميات، والحقيقة هي أن الجميع مخلصون -إن شاء الله - لا نشك في عقيدة أحد أو وطنيته حتى يثبت بالدليل القاطع أن هناك ما يدعو للشك لا قدر الله، وطالب -رحمه الله -المواطنين كافة وطلبة العلم والصحفيين والكتاب خاصة أن يترفعوا عن هذه الممارسات.
مشروعات تنموية
وتفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله خلال الزيارة بوضع حجر الأساس لمشاريع تعليمية للبنين والبنات بالقصيم بتكلفة 1.6 مليار ريال، كما وضع الحجر الأساس لعدد من مشاريع الوحدات التدريبية التابعة لمؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني بتكلفة 522 مليون ريال.
كما وضع الحجر الأساس لإقامة حي سكني (صحار) شملت 2400 وحدة سكنية بقيمة 1.5 مليار ريال، بالإضافة الى الحجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع المدينة الجامعية لجامعة القصيم التي تبلغ تكلفتها ملياراً و20 مليون ريال وتشمل 13 مشروعاً جامعياً.
مع أبناء شهداء الواجب
ويستذكر أهالي منطقة القصيم زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1427هـ وبصحبته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وذلك عندما احتضن أطفال شهداء الواجب فبكى وبدأ يكفكف دموعه وشاركهم العرضة، ودشّن رحمه الله عدداً من المشاريع التنموية ومنها طريق مكة المكرمة - القصيم الذي نُفذ لاحقاً.
ونظّم الأهالي حينها حفلاً في المدينة الرياضية ببريدة حضره الملك عبد الله والأمير سلطان وألقى خلاله أمير منطقة القصيم آنذاك صاحب السمو الملكي فيصل بن بندر بن عبد العزيز كلمة ترحيبية أثنى فيها بخطوات خادم الحرمين الملك عبد الله التي قام بها في كافة الميادين.
وأضاف قائلا: هذه هي القصيم فيها الخير العميم، ولاء رجالها في الصميم، وعزم نسائها مبارك من رب رحيم.
زملائي في الإمارة: الجميع فيها خلية فعّالة، جهودهم جبارة.. أفكارهم ولادة.. وقلوبهم بحب أوطانهم خفاقة..
هنا نطبق النظام، نهتم بالإنسان، نبرئ ذمة السلطان، بمشيئة الرحمن..
وكذا الإدارات الحكومية.. شؤون الناس فيها مقضية.. العاملون فيها كلهم وطنية.. ومعها إبداع وروية..
اليوم يزورنا عبدالله، يحفه سلطان، نبع من الحنان، دوحة خير سخرها لنا المنان.. وبكم - يا سيدي - وبه تفخر الأوطان.. أفلا نحس بالأمان..
هذه هي القيادة.. دوما لها الريادة.. دون نقصٍ أو زيادة..
فشكراً - يا سيدي - على الزيارة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بعد ذلك قدم أهالي منطقة القصيم هدية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تخليداً لهذه الذكرى الغالية قدمها نيابة عنهم الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الربدي رئيس لجنة أهالي منطقة القصيم والأستاذ عبدالرحمن بن صالح الحناكي نائب رئيس لجنة أهالي المنطقة.
كما قدم أهالي المنطقة أيضاً هدية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام تخليداً لهذه الذكرى الغالية قدمها نيابة عنهم عضوا لجنة الأهالي الأستاذان محمد الخليفي وإبراهيم العبودي.
ثم بدأت بعد ذلك مسيرة العقيلات التي تعبر عن الصورة الرائعة لرجالات وتجار بريدة وهي صورة الماضي التي صفق لها الحاضرين بحرارة كبيرة، وقد حظيت المسيرة بتفاعل خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وأصحاب السمو الملكي الأمراء والحضور وهي عبارة عن مجموعة من الإبل والركايب المزودة بأمتعة العقيلات المصحوبة بأهازيجهم.
بعده قدم أبناء شهداء الوطن وثيقة العهد والوفاء لخادم الحرمين الشريفين الذين تشرفوا بالسلام على الوالد القائد.. تلا ذلك أوبريت المبايعة بالحب الذي احتوى على ثماني لوحات فنية كانت قمة الروعة من حيث الأداء والصوت والصورة والإضاءة تفاعل معها الحضور الجماهيري الغفير الذي استمتع بهذا الأوبريت الذي كتبه شعراً الأستاذ الشاعر عبدالعزيز بن عبدالله السناني وأخرجه الاستاذ عبدالله بن علي الجارالله وتأدية فرقة الفنون الشعبية بمنطقة القصيم.
بعده تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بوضع حجر الأساس وافتتاح عدد من المشاريع التنموية، حيث تفضل- حفظه الله- بوضع حجر الأساس لمشروع برنامج الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز لتوطين الوظائف، كما وضع حجر الأساس لمشاريع الوحدات التدريبية التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني، ووضع حجر الأساس لمشروع صحار الاستثماري الذي يتألف من 2450 وحدة سكنية بتكلفة مليار ونصف المليار.
أيضاً تفضل خادم الحرمين الشريفين بافتتاح ووضع حجر الأساس لمجموعة من المشاريع التعليمية للبنين والبنات بتكلفة مليار وستمائة وتسعة وعشرين مليوناً وخمسمائة ألف ريال.
وقد قامت فرقة الفنون الشعبية بالعرضة السعودية أمام خادم الحرمين الشريفين الذي تفضل بمشاركتهم العرضة.
بعد ذلك شرف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد وصحبه الكرام حفل العشاء الكبير الذي أقامه أهالي المنطقة، ثم غادر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وصحبهما الكرام مقر الحفل مودعين بكل حفاوة وتكريم.