الحمد لله أن كان بلدي هو المملكة العربية السعودية؛ والحمد لله أن ولّى الله أمرها للملك المؤسس الإمام عبدالعزيز آل سعود وتوالى من بعدُ كما الدر النضيد أبناؤه البررة.. تأريخ يمتد لأكثر من مئة عام، ابتدأ بأمن المسير وحكمة السيرة والمسيرة؛ تلاه نعمة الرخاء والاستقرار والنماء. وإنك حين تكون الحكمة سبيلك، والعدل نهجك، والتروي اختيارك فإن يد الله معك لا تخونك ولا تخذلك {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}.
وفي يوم أغر كهذا اليوم أجدني مضطراً لإلقاء إشارات وبث مشاعر، وما أكنه ويكنه أهل بلدي من الحب والولاء للدولة وقيادتها أكبر بكبير. قبل مائة وعشرين سنة وعلى خيله الأصيلة ونوقه العتاق قدم الملك عبدالعزيز إلى هنا، وما أدراك ما هنا؟؛ هنا القصيم؛ هنا الولاء والبيعة على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، هنا مكان الفصل والحسم والعزم، أقبل عليهم الإمام وما ملّت يمينه من أيمانهم مصافحة وبيعة وحباً صادقاً ودعاء، كان هنا الحسم وكانت هنا بداية الدولة التي ترامت أطرافها في ظاهرة كونية فريدة؛ ففي ذلك الوقت كان العالم كله يتجزأ ويتفتت، والملك الإمام بعدله وعدالته ورؤيته ورويته يفرض على كل من التقاه أن يدين له بالانضواء تحت ظل رايته وحكمه، وفي أكثر من ثلاثة عقود لم تمل ظهور الإبل المسير، ولا صمتت جياد الخيل عن الحمحمة وحمْل الرايات؛ وفي عقدين آخرين ابتدأ التأسيس لدولة لها في عالم العرب والمسلمين أعز مكان وأشرف مجلس وأرفع مكانة، ولها في العالم حضور وإلفات وكلمة.
وتلا المؤسس حكماً وحكمة وإدارة دولة أبناؤه من بعده، حتى آل الأمر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملك عرف الناس فيه الحزم والعزم، وتذكروا تاريخه المملوء تجارب وإدارة وسياسة وحكمة؛ فكانت السياسة المسؤولة التي تُعنى بأمان المستقبل كعنايتها برخاء الحاضر، وتواصلت على الخير والبركة مسيرة التنمية تؤسس لغد مشرق وتستشرف المستقبل كأنه بيدها تلامسه وتقرأه؛ فكانت رؤية ولي العهد 2030 الأمير محمد بن سلمان مؤذنة بفجر جديد وغد للأجيال مزهر وليد.
وإذا ما كان للسياسة رجالها وللمستقبل أهله وصانعوه فللأزمات حكماؤها وعظماؤها الذين ترى لهم في الإقدام قدم راسخة وفي الرأي اختيار وصواب؛ وإذا كان للمملكة أصدقاء ومحبون وواثقون؛ فلها إلى ذلك أعداء ومتربصون وشانئون، وما فَتَّت -بعد الله- كيد العدو ورده على عقبيه شيء كتلاحم أبناء هذا الوطن وصادق ولائهم لقيادتهم، وإن راية قبل مئة سنة رفَعت التوحيد وأعلت شأن العدل وبسطت الأمن وعمّت الرخاء لهي راية أهل بأن تبقى وتظل.
خادم الحرمين الشريفين بك القصيم شرفت، وعلى محياك الكريم أشرقت، كنت دائماً في قلوب أهلها؛ وها أنت اليوم في قلوبهم وبين أهلهم، الأهل أهلك يا خادم الحرمين، والدار دارك، وأنت والله كنت وما زلت وستبقى في قلوب تحبك، وأيد تصافحك إن حضرت، وتدعو لك صادقة إن غبت.
حفظك الله لنا، حفظ الله لنا بك البلاد وأدام عزك وبسط مجدك وبوأ بلادنا في عهدك خير مكان وأشرف منزلة.
** **
محمد بن سليمان الضالع - عضو مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي