لقد ابتهجتُ كثيراً وغمرتني السعادة عند سماعي نبأ زيارة ولي أمرنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لمنطقة حائل، كحال جميع الناس في هذا الجزء العزيز من الوطن المبارك، وحمدت الله كثيراً على ما ننعم فيه من النعم التي لا تحصى في الدين والدنيا.
وتتوافق هذه الزيارة الملكية والميمونة المباركة مع هذا الغيث العميم الذي عم البلاد، وأسعد العباد في جميع نواحي المملكة العربية السعودية، جعله الله غيثاً مباركا.
وعندما علمت بهذه الزيارة الكريمة وأنها ستكون في آخر صفر من هذا العام 1440هـ؛ تأملت ورجعت بفكري مائة عام إلى الوراء، إلى آخر صفر من عام 1340هـ، حينما دخل الملك المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - مدينة حائل صلحاً، وضمَّها لحكمه وسلطانه، مُنهياً بذلك كل نزاع وخلاف، ودافعاً للحوادث المؤلمة، وقاطعاً لكل فتنة وشر.
ومنذ ذلك الدخول المبارك تنعمُ منطقة حائل - وكذلك كل أرض دخلها الملك المؤسس وضمها لحكمه ودولته - بالخير من كل وجه، فلا خوف ولا جوع، ولا جهل ولا نزاع، فقد ضرب الأمنُ أطنابه في المملكة العربية السعودية، حتى لو ألقي الذهب والأموال في الطرقات ما مسها أحد، ويسافر الرجل وحده - بل المرأة وحدها - لا تخشى إلا الله وحده.
واجتمعت كلمة الناس بعد فُرقة، وأمنوا بعد خوف، ووسع الله عليهم بعد فقر، وفشا العلم وانتشر، وألف الله بين القلوب بعد التنافر؛ فاجتمع الناس في حائل - حاضرةً وباديةً - مع إخوانهم في بقية نجد والحسا والبلاد الأخرى تحت راية واحدة، ألا وهي راية التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله، يدينون بالبيعة الشرعية والولاء والسمع والطاعة لإمام وحاكم شرعي واحد، ألا وهو الملك الصالح والموفق الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - .
ومنذ قرن من الزمان لا تزال منطقة حائل - كغيرها من أجزاء المملكة العربية السعودية - تحصد ثمار هذه الوحدة، وتزدهر وتنمو في جميع شؤونها الدينية والعلمية والاقتصادية والعمرانية والزراعية وغيرها من المجالات.
وإذا تأملت ونظرت إلى حائل خلال (100) مائة عام، وهي المدة الزمانية بين الدخولين والزيارتين لهذين الملكين العظيمين؛ أيقنت أنها عاشت مائة عام من الأمن والرخاء والنماء والعطاء، كسائر أجزاء مملكتنا العزيزة .
إن منطقة حائل لتستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وهي تُجدد له المحبة والولاء، والسمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وتجدد له البيعة على الكتاب والسنة، وإنها لتستبشر بقدومه الميمون بالمزيد من المشاريع التنموية، والترقي والتطوير لكل مرافقها.
وهذه الزيارة الكريمة امتدادٌ لعناية ملوك هذه المملكة المباركة لرعيتهم وتفقدهم لحال شعبهم، وتلمس حاجاتهم عن قُرب منذ عهد الملك المؤسس، ومَن بعده من الملوك - رحمهم الله - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، أيده الله بنصره وتوفيقه.
وبقلوب يملؤها الحب، وألسن تلهج بالثناء والدعاء؛ نقول: مرحباً بولي أمرنا، وقائد مسيرتنا؛ مرحباً بك يا خادم الحرمين الشريفين في بلادك وأرضك، وبين رعيتك وأهلك ومحبيك.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وبلغه ما يصبو إليه، وحفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام الله عزها وأمنها ورخاءها.
** **
- د. خلف بن حمود الشغدلي