سعد بن عبدالقادر القويعي
السعودية الدولة الأكثر تأثيرًا في العالم؛ كونها تملك أحد أهم محركات الاقتصاد العالمي، وأحد أهم مقومات استقراره - اقتصاديًا وسياسيًا -، والداعم الرئيس للأمة العربية، والمدافعة عن قضاياها المصيرية، والمؤيدة لوحدتها السياسية. وعندما نتحدث عن الحملة السياسية العدائية تجاه المملكة - بأسبابها غير المبررة - التي لا يمكن إغفالها، ولها أهدافها الوضيعة التي لا يمكن تجاهلها، -خصوصًا- بعد كشف ملابسات قضية اختفاء -الصحافي- جمال الخاشقجي في تركيا، فإنني على يقين، أن صانع القرار السعودي يدرك جيدًا، كيف سيخرج من مربع المتلقي إلى مربع الفاعل، ومن سياسة رد الفعل إلى سياسة الفعل.
حضور السعودية الطاغي -أخيرًا- على أكثر من صعيد، يعتبر حقًا مشروعًا، وانتصارًا لحق الإنسان في الحياة، سيدفعها - بلا شك - إلى توسيع تنويع تحالفاتها، ومد خطوط مصالحها، وعملها على حماية الأمن القومي العربي، وتمسكها بنهج الاعتدال، والتسامح الديني، والتعايش السلمي؛ حتى وإن استمر سياق الحملة - السياسية والاقتصادية والإعلامية - التي تستهدف السعودية، والتي لا يمكن عزلها عما يخطط، ويحاك لمستقبل المنطقة العربية لعقود قادمة؛ من أجل امتصاص ثرواتها، وذلك عبر محاولات دفعها لعدم الاستقرار، وضرب وحدة مكوناتها.
استهداف السعودية - اليوم - جزء من مناكفة الدول للدور الذي يمثل أساسًا للاستقرار، والتنمية في المنطقة، بكل ما تحمله من ثقل - سياسي واقتصادي وديني -؛ ومن أجل إجهاض المؤامرات الخارجية بأدواتها، وأهدافها المختلفة، فإننا مطالبون - اليوم - أكثر من أي وقت آخر، بالخروج من ضيق زاوية التشرذم، والضعف إلى سعة رؤية التوافق، والوحدة، والقوة، ورفض الحملة الشعواء ضد السعودية؛ مما لا تستدعي الاستنكار، أو حتى التلويح بإيقاع العقوبة؛ باعتبار أن المخطط الغربي الحامي لعدوانية، وإرهاب الكيان الصهيوني، وأحلامه المزعومة، لن يستثني أحدًا.
إن محاولة المساس بالإدارة السياسية الشابة الصاعدة، هو استهداف لمشروع - الأمير - محمد بن سلمان، والذي يدير الرؤية - السياسية والاقتصادية - بطموح، يهدف إلى الارتقاء بمركز العالم الإسلامي، والعمل على نقل الدولة السعودية إلى مستويات متقدمة بين الأمم الصناعية، والاقتصادية. ويبقى الرهان على وعي المكونات الوطنية، بأن الوطن سيبقى بخير، وقيادته الحكيمة، هي الأقدر على الاهتمام بشؤون الدولة؛ بناء مع ما يتوافق مع الرؤية.