خالد الربيعان
كتبت من قبل عن ديربي الغضب بين ميلان وإنتر، الإخوة الأعداء، حسناً.. هنا أترك الأخوة جانباً والعداء أيضاً.. وكلمني عن الرعب!
يا عزيزي إذا كانت مباراة ريال مدريد وبرشلونة يسمونها الكلاسيكو.. فما ستراه السبت القادم هو «السوبر كلاسيكو «.. أحد أقدم وأعنف الديربيات في العالم، و صادف أن يكون في نهائي دوري أبطال أمريكا الجنوبية أو كأس «الليبرتادوريس»! بين ريفربلات الأرجنتيني وغريمه اللدود بوكا جونيورز!
يُسمى أيضاً كلاسيكو الأغنياء والفقراء! فريفربلات ناد يقع في العاصمة الأرجنتينية، يضم أعضاء من صفوة القوم الأغنياء، بينما بوكاجونيورز ناد أسسه خمسة مهاجرين، التف حوله الفقراء وعاشقو كرة القدم، ضم عبر تاريخه لاعبين مجانين عباقرة يذهلونك بكرة قدم ساحرة: مثل النجم ريكيلمي لو تتذكرونه، و.. دييجو أرماندو مارادونا!
88 حكماً رفضوا تحكيم هذا النهائي التاريخي الذي أطلقت عليه الصحافة «نهائي القرن»، رئيس الدولة يتدخل بتصريح! أنه لم يكن يتمنى هذين الطرفين تحديداً في النهائي، لا نوم لمدة 3 أسابيع للجهات الأمنية في الأرجنتين.. إنه صراع على أرض الملعب، صراع بين الحواري والأزقة: والمال والقصور! نفس الصراع بين مدريد العاصمة، وبرشلونة المتمردة ذات القلب الكاتالوني!
ماذا عن الماضي.. طوال 100 سنة من كلاسيكو الناديين كان هناك الشغب، الإيقافات، الكروت الصفراء والحمراء، توقفات أثناء المباراة نتيجة للشغب والهتافات المعادية، حتى وصلت لتهديدات بالقتل!
البطولة «كوبا ليبرتادوريس» ومعناها كأس المحررين، نسبة إلى أبطال ساهموا في استقلال دول أمريكا الجنوبية في السابق، قيمتها في سوق الاستثمار الرياضي تتعدى 1.16 مليار يورو! أما النهائي فيساوي 190 مليون يورو قيم لاعبي الفريقين، وقد تأجل لعدة أيام حتى استقر على 10 نوفمبر القادم، وهي مباراة ذهاب في ملعب بوكا جونيورز المسمى بالبومبونيرا أي علبة الحلوى! بينما الإياب يوم 24 على ملعب الريفر المسمى بالمونومينتال أي الضخم والتاريخي!
هو كلاسيكو قديم وتاريخي، ويحظى باهتمام إعلامي هائل، حتى سمته المجلة البريطانية الشهيرة «4-4-2» : إنه أهم وأشرس ديربيات العالم، رغم ذلك فهو من ناحية التسويق الرياضي لم يحصد 10 % من المرجو منه! فديربي مثل ميلان وإنتر تخطاه بمراحل في المكاسب التسويقية - وكذلك كلاسيكو مدريد وبرشلونة، الذي يجلب أرباحاً ضخمة من البث حول العالم بجانب الإعلانات والرعاة!
ما أثَّر على المكاسب التسويقية هو العامل الجماهيري! فحتى الآن المباراة تأجلت خوفاً من الشغب، ورئيسا الناديين يتدخلان بتصريحات، والجماهير كذلك تتراشق بالكلام والألقاب، فجماهير ريفر بليت تطلق على جماهير البوكا لقب منظفي روث الأفيال! بينما يلقبهم الآخرون بالجبناء! حروب كلامية تنعش التنافس ربما.. طالما لم تخرج عن ذلك إلى الإيذاء والشغب العنيف!
غير ذلك فالبطولة التاريخية يمكن أن تعطي مردوداً تسويقياً أفضل، فهي تمتلك من الرعاة 10 من الحجم الثقيل، وسفراؤها حول العالم تميزوا بالحضور الطاغي لعل أهمهم الأسطورة.. بيليه!
ماكري!
الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري تدخل بتخوفه من النهائي بين هذين الناديين تحديداً، ثم تمنى أن يمر هذا النهائي في أجواء من «التوافق والسلام «، وهو الأمر الذي قد يبتلعه أي شخص: ما عدا جماهير ريفربلات! لماذا ؟ لأن هذا الرئيس تحديداً «ماكري»، أحد أهم مشجعي بوكا جونيورز! ليس هذا فقط، بل كان رئيساً للنادي في الفترة بين 1995 و2007.. قبل أن يصبح رئيساً للبلاد، الأمر الذي صدَّر الإحساس العام بالمؤامرة والتخوّف عند أنصار الريفر.. ننتظر ونرى النتيجة!