أ.د.عثمان بن صالح العامر
في الوقت الذي يُشن على بلادنا المملكة العربية السعودية سيل من الاتهامات، في الوقت الذي يطّحن العدو ينتظر ردة الفعل الرسمية والشعبية على أكاذيبه وأراجيفه التي لا تخفى، ويُمني نفسه بالتفاعل الجماهيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع ما يشيع ويكتب ويقول، في هذا الوقت تمضي بلادنا قوية في مشاريعها التنموية، ويتنقّل قائدنا وولي أمرنا بين مناطق الوطن، يفتتح ويدشّن، يتصل ويتواصل بنفسه - رعاه الله - مع كل الأطياف وجميع الطبقات التي عبرت بكل مصداقية وشفافية ووضوح عن حبها العميق وفرحتها الكبيرة بلقيا مليكها وولي عهده الأمين والصحب الكرام بينها وفِي ديارها .
إن الراصد للمشاعر والمتابع للمواقع والقارئ في الصحف والمستمع لما يقال ويحكى في المجالس والمنتديات يلحظ كم هي وشائج الحب وعمق العلاقة بين الشعب والقيادة، فالجميع قبائل وعوائل، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، خاصةً وعامةً، عبّروا وما زالوا يعبّرون كل بوسيلته الخاصة عن ما يحمله بين حناياه من حب عميق ومشاعر فيَّاضة إزاء الوطن وقادته الذين هم بدورهم قابلوا هذا الفيض من الحب بمثله وزيادة.
إننا ولله الحمد والمنَّة ننعم في هذه البلاد بالتفاف الشعب خلف قيادته الأمر الذي جعلنا نقف خندقاً مرصوص اللبنات تتكسر عليه كل محاولات الاختراق للصف والنفاذ إلى العمق الداخلي للوطن، البعض شبهنا والحالة هذه بالجبال الشم التي مهما كان ارتفاعها فما يشاهد منها الثلث فقط والثلثان الباقيان تحت الأرض، ومتى كنّا كذلك وسنظل بإذن الله كما نحن فسيخسأ كل محارب، وستخيب جميع المساعي التي تريد بنا سوءاً مهماً كانت أسلحتها الكلامية، وحججها المرضية، وتلونها المشبوه، وتفننها في الإخراج، وتعدّد المسارح التي تقف عليها وتمثّل فيها.
إن كل مواطن غيور، بل كل مسلم أياً كانت أرضه ليحزن من حجم هذا العداء الذي يملأ قلوب المنافقين ومن خلفهم على هذه الأرض الطيبة والبلد المبارك أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ومهبط الوحي المملكة العربية السعودية، ولكن عزاء المسلم والمنصف فضلاً عن المواطن والمقيم أن هذه سنَّة الله عزَّ وجلَّ في الصراع بين الحق والباطل الذي كان ملازماً للبشرية منذ بدأ التاريخ وسيظل إلى قيام الساعة، فنحن لسنا أشرف ولا أجل وأقرب إلى الله من خير القرون جيل الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومع ذلك كان لهم ما دونه التاريخ من صولات وجولات في مواجهة الأعداء، ولذا كان لزاماً أن نشكر الله على ما منَّ به علينا من خير عميم في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية وأن يبقى صفاً متراص اللبنات قوي القواعد خلف قيادتنا وولاة أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزير - حفظهما الله من كل مكروه ورعاهما وحماهما من كل سوء وشر ووقاهما- ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.