زكية إبراهيم الحجي
الشباب عدة المستقبل وحالهم يُنبئ عن صورة هذا المستقبل..فمتى كان واقعهم يبعث على الرضا كان المستقبل واعداً ومبشراً وباعثاً للتفاؤل والأمل..هم وقودٌ محركٌ للآمال والتطلعات المختمرة في عقول أفراد المجتمع ووسيلة وغاية للتنمية..بسواعدهم القوية الفاعلة يُشكلون ملامح الحاضر ويستشرفون آفاق المستقبل. يشهد وطننا الغالي المملكة العربية السعودية انطلاقاً من رؤية 2030 تطوراً تنموياً غير مسبوق في شتى مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية..ويمثل الشباب عاملاً مهماً وركيزة أساسية في عملية التطور..فهم جيل متعلم يتمتع بقدرة عالية على استيعاب التجديد والتفاعل مع متغيرات العصر لما يملكه من ذهنية واسعة تؤهله لضمان مستقبلٍ أفضل له ولأسرته ووطنه،
فإذا كانت المجتمعات تقاس بوجود الشباب فيها كماً ونوعاً فإن المجتمع السعودي يمكن أن نطلق عليه مجتمع الشباب حيث إن نسبة الفئة الشبابية ذكوراً وإناثاً هي النسبة الطاغية في المجتمع السعودي هذا من ناحية الكم..أما النوع فقد أشار إلى ذلك عالم الاجتماع الروسي»أندريه كاراطائف»والذي قام بترجمة مقدمة ابن خلدون حيث قال:الوجود النوعي يتمثل بما يتصف به الشباب من مميزات وقدرات ومهارات لا تتوفر عند غيرهم إضافة إلى ما يتمتعون به من مرونة وطاقات فياضة..وهذا حقيقة ما يتميز به غالبية الشباب السعودي.
الشباب وكما يُقال»نصف الحاضر وكل المستقبل»هذا ما أثبتته الحضارات الإنسانية عبر مسيرة التطور التاريخي للبشرية ومن خلال إدراك الشعوب والمجتمعات الإنسانية لدور الشباب..نبع الاهتمام بهذه الشريحة ورعايتها لما تؤديه من دوركبير ومتعاظم في خدمة المجتمع وتطويره وحديثاً صنفت الأمم المتحدة فئة الشباب»بالفاعل الأول»في الحراك المجتمعي الهادف للتغيير والتحول نحو الأفضل حيث تم ربط الشباب بقضايا التنمية..ومن هذا المنطلق فإن تنمية الشباب وتطوير قدراتهم ومهاراتهم المختلفة سبيلٌ لتحقيق الأهداف التنموية والمشاركة في تنمية المجتمع تنمية شاملة.
وفي هذا السياق شكلت رؤية 2030 خطوة نوعية وتوجهاً إيجابياً نحو التركيز على فئة الشباب لإطلاق ما يملكه من قدرات ومهارات فاعلة وتوظيفها في عمليات البناء والتغيير والنهوض والتطور بهدف تحقيق رؤية 2030 التي بدأ العالم يشهد ملامحها واضحة جلية على أرض الواقع.
إن التركيز على دور الشباب المحوري في التنمية الوطنية المستدامة بكافة أبعادها يعني في مجمله رفع حس المسؤولية والانضباط لدى الشباب وتعزيز قيم التعاون والتعاضد بين أفراد المجتمع خصوصاً الشباب..والأهم من ذلك عقلنة التمرد العفوي الذي قد يصدر من بعض الشباب..كذلك إعادة بناء ذاكرة جيل الشباب بما يؤكد التواصل الثقافي والحضاري ومعرفة حقائق التاريخ والجغرافيا..إلى جانب تعزيز المواطنة لديهم وتعميق روح الانتماء لقضايا الوطن واحتياجاته..كلنا فخر بالشباب السعودي.