ميسون أبو بكر
كلما مررت بمكتبة الملك فهد الوطنية الواقعة على طريق الملك فهد وهي معلم معماري جميل تذكرت أربعة عشر عاماً مضت وحلقات تم تصويرها داخل هذا الصرح الثقافي الذي ألوح له بكف القلب كلما مايست الذكرى حاضراً يستوقفه المكان.
دارة الملك عبدالعزيز بالمربع لها الذكرى متيمة بالحب توجتها حلقات عن التاريخ في جنبات دارة تعبق بها ذكريات الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأشياؤه المعروضة في المكان وتاريخ هذه البلاد في الكتب وعلى الصحاف والتي حظيت بعناية خاصة من الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي يعنى بكل صغيرة وكبيرة تخص تراث وتاريخ هذه البلاد، وما زلت أتذكر جملة معالي المستشار د فهد السماري -أثناء لقائي به- الذي أشار إلى أن أمير الرياض في ذلك الوقت سلمان بن عبدالعزيز يشرف على مجلة الدارة بنفسه ويصحح بعض معلوماتها ويراجع المادة التاريخية فيها.
درعية النخل والبيوت الطينية والغيم المستوطن سماؤها في لوحة ربانية جميلة، مدينة الوادي -وادي حنيفة- وأجمل غروب يمكن أن تراه والشمس تاركة وراءها حمرة تغلف الأفق تشبه لون البيوت الأثرية التي رممت بطريقة جميلة تحاكي ماضيها، تتوسد أحد التلال، أو تبتلعها نافذة مفتوحة لأحد تلك البيوت، فللمكان ذاكرة تلوح لي ولحلقات وشت بها أنفاس المكان، أحتفظ بها على -سيديات - معدنية أتابعها كلما ضج بي شوق الأماكن.
ذلك المكان الذي يحاكي قصر الرتبة والموجود في ضرما، صورنا فيه حلقات عن الخنساء والمتنبي وغيرهما، في نجران التي تحتوي الكثير من شواهد التاريخ والآثار وعند الصخرة المنقوش عليها حروف شهدت على حضارات أمم مرت، وقد تحولت المنطقة لمتحف مفتوح كان لنا لقاء بأهم مؤرخي نجران ومن اشتغلوا بالسياحة والآثار الذين حكوا لنا قصة مكان له من العمر 2000 عام.
العلا وما أدراك ما العلا.. المدينة المعجزة، مدائن صالح أو الحجر التي تصل مساحتها الى ما يقارب 14كيلو متراً، ثم محلب الناقة، الخريبة ومقابر الأسود، والجبال الصخرية المنحوتة ووادي رم وبوح القصائد وطرق التجارة كلها حكاية مكان لاح لي حين تذكرت ضيوفي في برامج متفرقة. صخرة عكاظ وواحة الأحساء وجبل القارة وجدة القديمة كلها أماكن تحكي تاريخاً وتنبش في ذاكرتي عميقاً لتؤرخ ميلاد عشقي بتاريخ هذه البلاد وعناوين حلقات أثراها ضيوفي الكرام.