فهد بن جليد
هناك مثل صيني شعبي يقول: سبعة أشياء ضرورية لأهل بيتك الحطب والرز والزيت والملح وصلصة الصويا والخل والشاي، في ثقافتنا المحلية تتنوع الاحتياجات المُشابهة، التمر يتصدر المشهد عطفاً على الحديث الصحيح (بيت لا تمر فيه جياع أهله)، بعد ذلك تُحدِّد الثقافة الغذائية الخاصة لكل أهل منطقة أو منزل احتياجاتهم اليومية، في المولات يتوه معظم الناس بين احتياج واقعهم ومُتطلبات يومهم الذي يفرض نفسه، وبين عروض وكماليات مُغرية تنحرف بمسار تسوقهم في كل مرَّة، حتى بات (التسوق بكفاءة) مُعادلة يصعب تحقيقها مع عالم العروض، فما يشغل بال كثير من المتسوقين الذين يشعرون بالمُشكلة هو التخلص من الأغراض غير الضرورية التي تستهلك جزءا من ميزانيتهم ومرتباتهم، أكثر من البحث عن احتياجاتهم الحقيقية.
لماذا ندفع قيمة مُشتريات لا نريدها؟ عدم وجود قائمة حقيقة بما نحتاج هو السبب، لذا اجعل أولى خطوات تصحيح هذا المسار تحديد الاحتياجات الأسرية الرئيسة، ثم حاول تأمينها من أكثر من محل أو مول باقتناص الخدع التسويقية لا الوقوع فيها، شخصياً قمت بتجربة أسرية كتبنا خلالها (طلباتنا الحقيقية) في ورقة وتسوَّقنا كالمُعتاد، وقبل الذهاب (للكاشير) أجريت عملية فرز باستخدام عربة تسوق أخرى وضعنا فيها احتياجاتنا الحقيقية التي أتينا من أجلها، وأبقيت الأغراض الإضافية التي أخذناها بسبب العروض أو إغراءات التسوق، احتجت 3 دقائق فقط للمُقارنة بين إجمالي أسعار العربتين، وجدت أنَّ قيمة الأغراض الإضافية (غير الضرورية) ضعف سعر الأغراض التي نحتاجها فعلاً، كانت التجربة على أرض الواقع مُقنعة لي ولأفراد أسرتي للتخلص من عادة التسوق السلبية.
أحيانا قد تدخل للبقالة مُسرعاً لشراء (خبز) بريالين أو ثلاثة، وعند الكاشير ستجد أنَّك تدفع عشرين ريالاً دون أن تشعر بحجم هذا التسرُّب الذي يتكرَّر يومياً، لأنّك ببساطة اشتريت ما لا يلزم في طريقك بعد أخذ الخبز أو قبله، وهو ما يعني أنَّنا بحاجة إلى قاعدة تسوُّق على طريقة المثل الصيني أعلاه، حتى لا ننسى الضروريات بسبب المُغريات ونعجز عن تأمينها آخر الشهر.
وعلى دروب الخير نلتقي.