تعتبر صناعة السياحة أداة اقتصادية ثابتة وأحد المحركات الرئيسة للتجارة الدولية. وشهدت السنوات الأخيرة مساهمة السياحة، وبشكل كبير، في: النمو الاقتصادي القوي، وإيجاد فرص العمل، وزيادة عوائد الصادرات، والاستثمارات الأجنبية والعملات.
إن السياحة صناعة حساسة ويمكن أن تتأثر بالتغييرات البيئية والكوارث الطبيعية.
ولذلك، فإن إدارة الأزمات في مجال السياحة أحد أساليب التعامل مع مثل هذه الأحداث.
على الرغم من أن صناعة السياحة ليست مسؤولة عن تطوير أو تنفيذ خطط وترتيبات إدارة الكوارث، فإنه ينبغي لمؤسسات السياحة ومنظميها ، عند الإمكان ، المشاركة في أنشطة التخطيط وإدارة الكوارث من خلال اللجان المحلية والإقليمية والوطنية المناسبة.
على سبيل المثال: يعتبر إعصار كاترينا مثالاً على كيف يمكن أن تؤثر كارثة بيئية طبيعية على الثقة في إقبال السياح بعد انتهاء الكارثة، في حين أن كل وجهة سياحية تتميز عن غيرها في التعامل مع هذه الكوارث في القطاع السياحي.
لأن السياحة لا تشبه أي قطاع اقتصادي آخر تتحدى فيه الأحداث السلبية، ويجب أن تكون هناك مؤشرات إنذار مبكرة لمثل تلك الحالات الحرجة، وذلك بالتعاون مع القطاعات المعنية الأخرى داخل نفس الوجهة/ البلد، على الرغم أنه لا يمكن السيطرة الكاملة على المخاطر، لكن مؤشرات الإنذار أو « الوقاية» والتحذير من الأماكن المهددة تبقي الثقة بين القائمين على الوجهة السياحية وزوارها.
وبالتالي يمكن النظر إلى إدارة الأزمات على أنها عملية لتحديد أحداث المخاطر المحتملة، وتحديدها من حيث احتمال حدوثها والتأثيرات التي يمكن أن تحدثها على الأعمال.
وبناءً على هذه المعلومات، من الممكن تحديد الاستراتيجية التي يجب اتباعها في معالجة المخاطر التي من شأنها إما أن تقلل من التأثير السيئ لها على الأعمال التجارية والأنشطة السياحية.
كما توفر إدارة الأزمات الفرصة لتحديد المخاطر التي تحدث في مكان آخر.
إن عمليات إدارة الأزمات تهتم بتحديد وتحليل المخاطر التي تواجه منظمة ما أو مجتمع ما، وتحديد ما يمكن وما ينبغي القيام به حيالها.
فهي منطقية ومنهجية لحل المشاكل وعمليات صنع القرار.
لقد أصبح وضع وتنفيذ استراتيجيات إدارة المخاطر السياحية التي تتناول بشكل شامل المخاطر المحتملة على السياحة جزءاً لا يتجزأ من إدارة السياحة في الوجهات.
وينبغي أن ترتبط استراتيجيات إدارة المخاطر السياحية هذه بخطط إدارة الكوارث في المجتمعات المحلية وتشمل الإجراءات التي يمكن لمشغلي ومنظمي السياحة اتخاذها لاستكمال عمل وكالات إدارة الكوارث المجتمعية.
يجب أن تقدم خطط/ إدارة المخاطر للسياحة، وكحد أدنى، معلومات عن: سلامة الزوار والموظفين، وأنظمة آمنة للتواصل مع جميع الأشخاص داخل المنشأة وداخل الوجهة، وأمن المباني والمرافق والمعدات من آثار الكارثة.
كما يجب أن يكون هناك موظفين اتصال مدربين لوكالات إدارة الكوارث لتقديم المعلومات، وإجراءات للعودة إلى الأنشطة التجارية العادية عند إنهاء عمليات الكارثة.
إنه من غير المعتاد التفكير في السياحة والكوارث في نفس الضوء، وخاصة أن مفهوم الأولى يعكس الاستمتاع والاسترخاء والسلامة.
بغض النظر عن عدم الرضا عن هذا الموضوع، فإنه يجب القبول بأنه سواء كانت الكوارث طبيعية أو بسبب الإنسان، فإنها كانت ولا تزال جزءا من الحياة والمجتمعات ويجب التعامل معها.
وتعتبر مجتمعات السياحة عرضة بشكل خاص لحوادث الكوارث بسبب اعتمادها الاقتصادي على الزوار/ السياح والحاجة إلى الحفاظ على صورة إيجابية للجاذبية والسلامة من أجل استمرار النجاح.
** **
بسمة عبدالعزيز الميمان - متخصصة في العلاقات والمنظمات الدولية - مجال السياحة والتراث