قد يتبادر إلى الذهن بعد قراءة العنوان أن المقصود الاتفاقية التي تم توقيعها قبل عام بين الأندية الأدبية في منطقة مكة المكرمة ورغم إيجابيتها إلا أنني لا أقصدها في هذا العنوان بقدر ما أنظر لها باتساع أكبر وأشمل وهو العلاقة التكاملية الأجمل بين المؤسسات الثقافية بالمنطقة وبين الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وتبرز في تماسك العلاقات الشخصية الجميلة بين رؤساء هذه المؤسسات وتلاقي أفكارهم ورؤيتهم نحو ثقافة وطنية متميزة والسعي نحو عمل مشترك دائم والاستفادة من المقرات والإمكانات واللقاءات والتفاهم على اكتمال الأدوار وتناسق الفعاليات والحرص على إنجاح البعض حتى وإن اختلفت نوعية النشاط ولكن يبقى هناك تلاقٍ فكري ثقافي مؤسسي بارز يدعو إلى الفخر وقد سبق أشرت في مقال سابق نحو قطبي الثقافة في محافظة الطائف الأستاذ عطاالله الجعيد رئيس النادي الأدبي والأستاذ فيصل الخديدي مدير جمعية الثقافة والفنون وعملهم الدائم في عدد من المحافل بإخراج كرنفالات ثقافية مبهرة وهو امتداد أيضاً لقطبي الثقافة في جدة الدكتور عبدالله السلمي رئيس النادي الأدبي والأستاذ محمد آل صبيح مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة المتجاورين في المكان وفي الإنجاز الذي يظهر من خلال تقاسمهم النجاح والذي دوماً ما يعزز ذلك الحاضن الأكبر رفيع الخلق الأستاذ الدكتور حامد الربيعي الذي دوماً ما يبارك خطوات التكامل ويدعم تحقيقها وهو ما عرف عنه بحسن الإنصات ومهارة إدارة اللقاءات والحوارات واجتماعات اللجان الثقافية المشتركة علاوة على علو همته وحرصه في نجاح ملتقيات نادي مكة الثقافي بمختلف عناوينها ولذلك أتمنى من باقي المؤسسات الثقافية في مملكتنا الحبيبة أن تعمل على نهج هذا التكامل لا التباعد بحيث يشعر المتابع للحركة الثقافية بأن هناك فعلاً ثقافياً قوياً ومؤثراً يلفت أنظار الجميع إضافة لأن هذا النجاح التكاملي هو تعزيز لصوت وطننا الثقافي.
** **
- نبيل حاتم زارع
@ Nzarea