الثقافية - محمد المرزوقي:
صدر لمعالي الدكتور علي بن إبراهيم النملة، عن دار بيسان، كتاب جديد، بعنوان: «الاستشراق الألماني بين التميّز والتجيّز»، الذي تتبع فيه المؤلف الاستشراق الألماني بين بعدي تميز ما دونه المستشرقون الألمان، وبين التحيز الذي يعد مأخذا على ما رصده المؤلف فيما تتبعه من كتابات استشراقية ألمانية، اراد من خلالها النملة أن يضع الاستشراق الألماني تحت مجهر الفحص، والاستقراء، فيما رصده في كتابه من موضوعات تكاملت مباحثها في تقديم صورة جلية بين قطبي عنوان الكتاب.
وقد وصف المؤلف في ما يشبه اللافتة على غلاف إصداره، الذي درس فيه الاستشراق الألماني بين التميّز والتحيّز، قائلا: كثر الحديث حول الاستشراق الألماني تحديدا، بمنهجية تميل إلى إنصاف هذه المدرسة، بتوكيد ميلها إلموضوعية والعمق، والبعد عن الارتباطات التي أساءت إلى مدارس الاستشراق، عموما؛ وبلغ الطرح حول هذه المدرسة مبلغا وصل إلى الإعجاب والانبهار، ومن ثم الدفاع عنها أمام بعض الإسهامات التي سعت إلى دمجها ومساواتها بالمدارس الاستشراقية الأخرى؛ وهذه محاولة لإبراز جوانب الموضوعية والعلمية في الاستشراق الألماني، دون اللجوء إلى النظرة التبجيلية للاستشراق عموما، بإغفال ما اعتراه من هنات ، وقدر من الحيّز لا ينبغي التغاضي عنه، كما لا ينبغي – من جهة أخرى – تهويل هذه النظرة السلبية للاستشراق عموما، والاستشراق الألماني خصوصا، فلهذه النظرة السلبية ما يدحضها، من حيث دوافعها وأهدفها.