فيصل أكرم
لم أختصرْ
قد قلتُ كلَّ الوسْعِ يوماً، إنما
لا بدَّ للأنفاسِ صِدْقاً
أن تضيقَ، وتنتحرْ
من ثمَّ تُبعثُ، تنتشرْ
ولَكَمْ، وكَمْ...
مازلتُ أخضعُ لاختباراتٍ ظننتُ
بأنها
مما ستمنحهُ الحياةُ لمُنكَسِرْ
لكنها
واللهُ أعلمُ، لم تكن
إلاّ دنايا للمنايا تستديرُ
وتستعيرُ ثيابها
حتى إذا عرّى الزمانُ جَنابها
من بعد ما
حفظ الهواةُ من الرّواةِ كتابها
في أنفِ روحكَ تنفجرْ
* * *
لم أنتظرْ
فارقتُ كلَّ سفينةٍ
كانت مشرَّعةً لكلِّ مسافةٍ
من عُقدتينِ إلى الوراءِ
لعقدةٍ، في حِضنِ أتربةٍ وماءٍ.. تستقرْ
قد كنتُ أعرفُ
حينَ عبّرني الضياعُ، بأنْ سأعبرُ
من فراغاتِ الظلامِ، وكان يتبعني الشعاعُ
وكنتُ أهربُ
كالشهاب،
إذا تهرّب من مهمّتهِ العظيمةِ
كان أعظمها لمثليَ أن يتوبَ ويعتبرْ
أبعدتُ حتى
لا أكون ملقِّناً
لمن استوى متخالداً والموتُ بيناً يحتضِرْ
أهملتُ حتى
لم يعد أحدٌ على مرأىً لديَّ
ولا إليَّ
ولا عليّ؛ إذاً
لمن
سأجيئُ حتى أعتذرْ؟!
* * *
لم أنتظرْ
لم أختصرْ
لم أنفجرْ
لم أعتذرْ
لكنْ تعبتُ، وحقَّ لي..
أن أشرب الكأس الأخيرة، نخبَ قلبٍ
كلَّ يومٍ ينفطرْ.
والحقُّ أني لم، ولم..
إلاّ الألمْ
من كلّ ما فوق الدماغ لكلّ ما تحت القدمْ.
** **
- نوفمبر 2018