فهد بن جليد
في عام 98م نشرت صحيفة USA TODAY إعلاناً لسلسة المطاعم العالمية (برجر كنج) عن تقديم ساندويتشات للأمريكيين (العُسر) أي من يستخدمون يدهم اليُسرى، وأنَّه لن يختلف عن الساندويتش العادي كثيراً, سوى في وضع مكوناته عكس 180 درجة من اليسار إلى اليمين, حتى يتمكن الأعسر من أكل الساندويتش بطريقة ألذ, فضول الناس قادهم للاصطفاف طوابير على فروع المطعم، من أجل تجربة هذا الساندويتش ولكنَّهم اكتشفوا أنَّها مُجرَّد (كذبة إبريل) للفت الانتباه, في حياتنا اليومية نتعرض لأنواع مُختلفة من الكذب منها المُباشر من الأشخاص الذين نتعامل أو نعيش معهم, وكذب آخر تُمارسه علينا الشركات والمؤسسات ووسائل الإعلام والإعلان والتواصل الاجتماعي, تتعدد أنواع الكذب ومصادره وأشكاله, والأخطر دائماً أن يكذب الإنسان على نفسه.
الكذب ممنوع في كل الثقافات الإنسانية, إلا أنَّ مُعظم البشر يرفضونه نظرياً في مقولاتهم وشعاراتهم, ويُطبقونَّه عملياً في حياتهم، كأي شيء آخر ممنوع في العلن ويُمارس في الخفاء، لستُ مع نظريات ودراسات تحديد جنس من يكذب أكثر الرجل أم المرأة؟.. لا مُبرِّرات للكذب إطلاقاً من أيً طرف، العلماء النفسيون في جامعة كاليفورنيا وجدوا أنَّ الكذب ينتشر بين كل المهن بما فيها (علماء وأطباء النفس) أنفسهم، وأنّ المُعدل الوسطي لكذب الإنسان مرَّة كل 8 دقائق، بعدما أن تمت مُراقبة سلوك وتصرفات الرجال والنساء في عينات البحث عبر أجهزة تنصُّت علمية أوضحت أنَّ من بين الفئات ألأكثر كذباً (الباعة, من يعملون في السكرتارية، الأطباء، الصحافيون, المُحامون..), والجميل أنَّ الجامعة نشرت بحثاً يؤكد قدرتك على اكتشاف الكاذب بالاعتماد على حدس عقلك الباطن، فالاختبارات تؤكد أنَّ الإنسان يملك القدرة على معرفة الكاذب من الصادق في عقله الباطن، ولكن كثيرين منا لا يستطيعون الاستفادة من هذه المهارة في تعاملاتهم اليومية.
تنشيط العقل والذاكرة والمعرفة بشكل مُستمر, تمنع من الاستعداد المُسبق لتقبل الكذب, وهي الحيلة التي يعتمد عليه كل كاذب, على طريقة إعلان البرجر أعلاه.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،