رقية سليمان الهويريني
تجرأ أحد الأشخاص عبر مقطع فيديو وأساء من خلاله لمهنة التدريس والمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات بألفاظ وعبارات منافية للآداب والقيم الإسلامية وقام ببثه على وسائل التواصل الاجتماعي.
وما قام هذا المستهتر بتصوير مقاطع تحمل إساءات وعبارات خادشة للحياء عبر تقمصه دور المعلم وكيفية تعامله مع طلابه يعد انتقاصًا للرسالة السامية للمعلمين والمعلمات ودورهم التربوي والتعليمي النبيل. وبرغم أن الوزارة وقفت في صف المعلمين ورفعت قضية للنائب العام تتضمن الإساءة؛ إلا أن ما أقدم عليه هذا المستخف يعد تجاوزًا مرفوضًا، ينبغي الوقوف في وجهه من لدن جميع فئات المجتمع، انطلاقًا من أن مهنة التعليم أو النيل من المعلمين تعتبر خطًا أحمر لا ينبغي المساس به فضلا أن كل شخص قد مر على يد معلم وله عليه فضل. وحسبك من معلم هو أول من يدخل دوامه من الموظفين، وأكثر من يعاني من وعثاء الوظيفة، وأقل من يترقى فيها أو ينال مركزًا وظيفيًا يناسب طموحاته ويتماهى مع تطلعاته!
فمن يجرؤ على الإساءة للمعلمين؟! وقد ضاعفت مهنة التدريس أعمارهم، وزادت أمراضهم الجسدية بسبب العمل المضني وراء تدريس ومتابعة طلابهم والقيام بأعمال إدارية من مناوبة صباحية وظهيرة وريادة وأعمال النشاط ومتابعة سلوك الطلبة مع التوجيه والإرشاد، وعضوية مجالس المدرسة دون مكافآت أو حوافز!
وما يؤسف له أن المعلمين يؤثرون التقاعد مبكرًا حفاظًا على ما تبقى من صحتهم وحكمتهم؛ مما يستوجب قيام هيئة حكومية تعنى بشؤون المعلمين والرفع من شأنهم والتأمين الطبي عليهم، ومنحهم بطاقات لتسهيل قضاء أمورهم، وإنشاء أندية صحية واجتماعية ورياضية وتشجيعهم على الانضمام لها، سواء كانوا على رأس العمل أو متقاعدين حتى ليتمنى الموظف أنه كان معلمًا. فهؤلاء المعلمون والمعلمات هم خير البلد وبركته، فلنبر بهم ويحن الوطن عليهم!