بمناسبة مقدم خادم الحرمين الشريفين وصحبه الكرام لمنطقة الجوف في هذه الزيارة التاريخية التي ستشهد حزمة من المشاريع التنموية والحضارية والخدمية العملاقة, كان للشعر حضور يليق بهذا الحدث التاريخي, وبهذا المقدم الجليل, وكيل جامعة الجوف الشاعر الدكتور نجم الحصيني خص «الجزيرة» بهذه القصيدة الخالدة بعنوان: (سلمانُ حرّك شَجْوها وهَواها)
أهلاً حللتَ بها ففاحَ شذاها
وتلقفتكَ مع الحنينِ يداها
أهلاً حللتَ فكنتَ غيثاً هاطلاً
أسقى ضواحيها وعمَّ رُباها
أهلاً.. وقدْ أشْرَقتَ فوق ربوعِها
وأنرتَ بالحبِّ العظيمِ دُجاها
أهلاً ولو كانتْ ستنطقُ أجهشتْ
بالدمعِ - قبلَ حديثِها - عيناها
أهلاً وفي الخفّاقِ ألفُ تحيةٍ
حيَّتْ عظيماً بالنّدى حيَّاها
أهلاً وأبياتُ القصيدِ تسابقتْ
سلمانُ حرّك شَجْوها وهَواها
هل يا تُرى تكفي الحروفُ لوصفهِ ؟
أم هل يحيطُ بحبّهِ معناها ؟
يا خادمَ الحرمينِ أهلاً مرحباً
في جوف أرضٍ أنت جُلُّ مُناها
زَهتِ الشمالُ.. وكان حقاً زهوها
أوما ترونَ منِ الذي وافاها
سلمانُ واحتضنتكَ في زيتونها
وتمايلتْ أغصانهُ تتباهى
جوفُ الشمالِ.. نخيلُها وتراثُها
ورمالُها وقصورُها وقُراها
هلّتْ بمقدمكَ الكريمِ وأنشدتْ
من بين أبياتِ الهوى أحلاها
وقَفَتْ وللتاريخِ في جنباتِها
عبقٌ.. وعادتْ للورى ذكراها
لمؤسسٍ جمعَ الشتاتَ بعزمهِ
في دولةٍ وعلى الهُدى أرساها
أرضٌ ثراها كلُّ مجدٍ تالدٍ
وشهادةُ التوحيدِ في أعلاها
أرضٌ بها الحرمينِ.. أعظمُ نعمةٍ
والحمدُ للهِ الذي أولاها
أرسى بها عبدُ العزيزِ دعائماً
للعدلِ.. ثم بما حباهُ بناها
وتتابعَ الأُسْدُ الأشاوسُ بعدهُ
يحمونَ بالسيفِ الصقيلِ حِماها
حتى أتى سلمانُ فارسُ عزِّها
بفؤادهِ والمهجتينِ رعاها
ملكٌ على عرشِ القلوبِ مكانهُ
وهبتهُ من بينِ الأنامِ عُراها
وعضيدهُ -في مبتغاه- محمدٌ
بالهمِّةِ الشمَّاءِ خطَّ رُؤاها
ومضى ليرسمَ دربَها في فيلقٍ
شُمِّ الأنوفِ على الصراطِ خُطاها
أهلاً وسهلاً.. ليس ثمّةَ أحرفٌ
إلا تمنَّتْ أنَّها إيَّاها
لتقولَ في نغمِ المُحبِّ وشَدْوِهِ
أهلاً حللتَ بها ففاحَ شذاها
** **
- وكيل جامعة الجوف الدكتور نجم الحصيني