علي الخزيم
أدانت المحكمة الجزائية بإحدى محافظات المنطقة الغربية مواطناً بسبب إرساله رسائل مسيئة عبر هاتفه الجوال إلى طليقته تضمنت سباً وقذفاً، وعدَّت المحكمة ذلك فعلاً محرّماً وقبيحاً وجرأة بالباطل تستحق العقاب فقررت جلد الزوج المطلِّق 40 سوطا وتمكين مطلقته من حضور تنفيذ الجلد إن رغبت، وحذرت (محامية وموثِّقة) بوزارة العدل مُستخدِمي الأجهزة الذكية من مثل تلك الرسائل عبر البرامج والتطبيقات إذ أن عقوبتها السجن والغرامة، موضحة أن سماح المحكمة للمتضررة بحضور تنفيذ الحكم فيه جبر لضررها وانتصاراً لها لما لحق بها من أذى معنوي.
والمؤلم أن سبب الخلاف بحسب مصادر صحفية هو حضانة أطفالهما الثلاثة وتبادلهما الاتهامات بتعنيف الأطفال، وأن المحكمة أحالت الخصوم إلى لجان الصلح 3 مرات وتعذر الإصلاح بينهما، هنا تكمن أسس المشاكل التي يدفع ثمنها الأطفال الأبرياء ومن تبعاتها القاسية، فإذا انتهت العلاقات الزوجية يجب أن تُنْهَى معها الخلافات فوراً راحة للمطلقين وحماية لعقول ونفسيات الأطفال وحفاظاً على المروءة وصيانة لأخلاقيات الأسرة والمجتمع، وامتثالاً للقرآن الكريم والسنة المطهرة.
منذ فترة سمعت بقصة شاب وشابة افترقا بعد الزواج وإلى هذه اللحظة لم يَعرف ذووهما الأسباب، وكان الجواب الموحد المتفق عليه: (لم نتوافق وافترقنا)! وإلى الآن - وقد تزوج كل منهما - هما مضرب المثل الإيجابي بمحيطهما الاجتماعي، ويقابل هذه القصة أخرى مناقضة لها إذ أن أحد الزوجين منذ سنوات يلاحق الشريك السابق بدعاوى واتهامات وقضايا متلاحقة كيدية تطول وتقصر، والهدف الإيذاء والإقلاق والتشفي، في سلوك يتنافى مع العادات والتعاليم الإسلامية.
وقصة باتت خلافية بين من سمع بها أو اطلع عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك أن رجلاً عتب ذات مرة على زوجته أنها اشترت مستحضراً تجميلياً بمبلغ يراه مرتفعاً جداً، فدافعت عن موقفها بأن ذكَّرته بأنه قد اشترى سيارة جيب للمقناص بالمبلغ الفلاني وسلاحاً وصقرا لمجرد مطاردة أرنب يباع بمبلغ زهيد، فرد ضاحكاً: هل تريدين أن أشوي السيارة والصقر مع الأرنب لتقتنعي بمتعة القنص؟!
هي تريده ألَّا يلتفت لأشياء تخصها ويتغافل عمَّا يخصه بمجال المشتريات والصرف على الكماليات، وإلا فهي تعلم أن القنص كان عادة قديمة عند الإنسان كجزء من طعامه، وتطور إلى هواية عند كثير من شرائح المجتمعات، فتَحَوَّل من حاجة لهواية، غير أن المآخذ تكون في المبالغة بهذا الشأن وغيره من (الرجل والمرأة) حينما يركز الإنسان على أمور يُفضلها تُكلفه مبالغ غير قادر على توفيرها فيلجأ إلى الاقتراض والسلف والديون المرهقة على حساب واجبات ومصاريف ضرورية تلزمه نحو نفسه وأسرته، والكمال الإنساني من المستحيلات إلَّا أن التوازن بالسلوكيات عامة يجعل الإنسان ذا قيمة أمام نفسه والآخرين، ولا يلزم مع هذا أن نتهكَّم بما يختاره المرء لنفسه من سبل الترفيه طالما أنه يعرف ماذا يفعل.
تأكد بأن من ينتقدك أحياناً لا يقصد بالضرورة أنه كامل، ولكنه أراد تصحيح خطأ قد وقع به ذات يوم!