د.عبدالعزيز الجار الله
تهمل بعض قطاعاتنا توثيق ومعلومات الأحداث، فلم تشهد السعودية تقلبات جوية أدت إلى أمطار وسيول وانهيارات وفيضانات وهدير لأودية السيول إلا هذا العام 1440هـ/ 2018م فهو يعد من الأعوام التاريخية بالنسبة للأمطار، فقد غمرت السيول مساحة كبيرة من الأراضي وبخاصة المناطق الوسطى والشمالية، لكن هذا الحدث النادر لم يوثقه سوى هواة الرحلات والتصوير عبر هواتفهم الشخصية، وتكاد تكون الحالة المطرية لا تتكرر إلا كل (50) سنة.
لدينا قطاعات وزارات وهيئات يعنيها الأمر لتجنيب بلادنا أخطار السيول، والاستفادة من كميات المياه التي جاء بها المطر، والتعرف على اتجاهات الأودية والشعاب والمجاري المائية، وتحديد الفياض والقيعان ومصائد المياه، وتحديد مواقع حصد المياه، وجمع المواد العلمية التي تهم قطاعات ووزارات هي:
وزارة البيئة.
وزارة الكهرباء (أبراج الضغط العالي).
وزارة البلديات.
وزارة النقل.
وزارة التعليم.
هيئة الأرصاد.
هيئة السياحة.
الجامعات.
تصوير وتوثيق وجمع معلومات مياه الأمطار والأودية تساعد جهات التخطيط والدراسات في الأبحاث والدراسات من أجل تقليل الكوارث والهدر المالي التي تصرف على الطرق والمخططات السكنية ومشروعات البنية التحتية التي تدمرها السيول وتجرفها، مما يؤدي إلى فقد الأرواح والأمراض والفزع، وإخلاء القرى والمراكز والأحياء السكانية، والخسائر الاقتصادية التي يتعرض لها القطاع العام والخاص والسوق المحلي، والأعباء المالية بسبب معالجة أضرار السيول، والكلفة المالية من جديد في إنشاء الجسور والسدود والحواجز.
لدينا وزارات وجامعات وجهات فنية وهندسية ومؤسسات علاقات عامة يمكنها أن تتولى هذه المهمة تحت إشراف إمارات المناطق كل منطقة تكون مسؤولة عن توثيق ودراسة بيئة الأودية ومصائد المياه والسبخات والمخططات السكانية التي تتعرض للغرق والمناطق المغمورة بالسيول، لنخرج بخرائط جديدة وصور حديثة وتصوير جوي وتلفزيوني من أجل تجنيب بلادنا الكوارث وخسائر الأرواح البشرية والاقتصاد وتعطيل أنشطة الحياة.