يوسف المحيميد
ليس التحدي أن تكون عندك ثروات طبيعية فحسب، وإنما كيف تستغلها، وتصنع منها مكانتك الاقتصادية، وإلا فكثير من الدول الأفريقية تزخر بموارد طبيعية مهمة، لكنها لم تستطع استغلالها كما يجب، فثروات الطبيعة، مع التخطيط الجيد، والإرادة القوية، والعمل الدؤوب، هي ما تصنع حضارات الأمم، كما تعيشه المملكة هذه الأيام، بل كما عاشته خلال السنوات القليلة الماضية، منذ أن بزغ في سماء اقتصادنا نجمان مهمان، هما: الفوسفات، والبوكسايت.
هذان المعدنان في حزم الجلاميد شمالاً، وفي البعيثة بمنطقة القصيم، يدخلان في صناعات عدة، أبرزها صناعة الأسمدة الزراعية، والألومنيوم، وبالنظر إلى رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى التنويع الاقتصادي، وتعزيز الصادرات غير النفطية، فإن المملكة ستصل خلال بضع سنوات، لا تزيد على عقد، إلى أن تصبح أحد أكبر ثلاثة منتجين ومصدرين للأسمدة الزراعية في العالم، لتصبح لاعباً مهماً في الأمن الغذائي العالمي كما هي في أمن الطاقة العالمي منذ عقود طويلة؛ كما ستصبح من أكبر عشرة منتجين للألومنيوم على مستوى العالم، ذلك العنصر الذي يدخل في العديد من الصناعات المهمة، من علبة المشروبات الغازية وحتى السيارات والطائرات.
هذه الإنجازات التي تعيشها البلاد، من تدشين ووضع حجر أساس، إنما هي تؤسس لمملكة جديدة، باقتصاد جديد لا يتعمد على النفط كمصدر دخل وحيد، وإنما تعتمد على الصناعة، والخدمات اللوجستية، من نقل وتسهيلات وغيرها.
ومن أجمل ما يحدث لهذا الوطن، بجانب كل هذه التطورات، وجود الكوادر الوطنية الشابة، الممتلئة بالطاقة والحماس وشغف العمل، هذه الفئة من شباب الوطن وشاباته، بكل ما تحمله من تعليم مميز وتدريب جيد، ستقود المرحلة المقبلة، وبصوت يسمعه العالم: نحن هنا، وهذه أرضنا.