فهد بن جليد
في قضية جمال خاشقجي - رحمه الله - هناك من يربط حرية الصحافة ونزاهتها بإدانة السعودية وقادتها بلا دليل، وهذا سقوط مُريع في براثن صحافة الأحزاب التي تدّعي الحرية على حساب الصحافة الحرّة والحقيقة, فما يحدث لا يعدو تكسباً ضمن حملات دعائية ظالمة مدفوعة الثمن ضد المملكة، أو انجرافاً خلف أحلام وطموحات حزبية وطائفية ضيِّقة .
من يُغذّون وسائل الإعلام العالمية - خصوصاً في اليسار الأمريكي - بالأخبار المُفبركة هم في حقيقة الأمر لا يُريدون مُحاكمة القتلة أو البحث عن الحقيقة كما يزعمون، بقدر ما يهمهم امتطاء القضية واستغلالها بشكل سافر وغير مسبوق لتشويه سمعة السعودية أكثر وأكثر، بسوق المزيد من الاتهامات والأباطيل، وخلق القصص والروايات والتسريبات الكاذبة, والتراجع عنها أو نفيها في اليوم التالي، ولكن بعد أن تُحدث الضرر والتشويه المُتعمَّد بسمعة المملكة وقادتها في ذهن المُتلقي العالمي ضمن أجندة العداء التي نصبوها لنا، ووفق المؤامرة التي تتشابك خيوطها في أكثر من مكان، وعبر أكثر من وسيلة إعلام.
الحادثة ستبقى مؤلمة ومُزعجة لنا كسعوديين قيادةً وشعباً ولا أحد يقبل بها أو يُقرُّها، ولعل صلاة الغائب التي أُقيمت في الحرمين الشريفين، تحمل الكثير من الرمزية والمعاني السامية وفيها لفتة كريمة يعرفها المسلمون حول مُشاطرة الجميع لعائلة خاشقجي في هذا المُصاب ورفض ما حدث, خصوصاً بعد الحقائق التي قدمتها النيابة العامة السعودية بكل اقتدار وشفافية واحترافية, لتُعتبر القضية في عُهدة القضاء لمُحاسبة الفاعلين، مع استمرار التحقيقات لمزيد من العدالة, موقف الراقصون على الجراح وتجار الدم، يؤكِّد أنَّهم ومَن وراءهم -لا يهمهم- الوصول للحقيقة وفق إطار القانون, فهم لا يبحثون عن عدالة (المُحاكمة القضائية)، بقدر ما يرغبون في استمرار جدل وزيف وكذب (المُحاكمة الفضائية) التي يُغذّونها، لتحقيق مصالحهم الضيِّقة، والوصول لأهدافهم المشبوهة, وهو ما لن يتم أو يتحقق بوعي المواطن السعودي الواثق من نفسه ووطنه وقيادته، فالحق أبلج رغم إفك الأفاكين وغدرهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.