خالد بن حمد المالك
يكثِّفون هجماتهم الإعلامية ضد المملكة، وينسجون خيوطاً لقصص وروايات من الخيال، مستهدفين رموز الوطن الكبار، بما لا يمكن أن يصدق أقوالهم إلا السذج، ومن في نفسه مرض، أو من يشاركهم في محاولاتهم لإيذاء المملكة.
**
يمارسون ذلك بالتقسيط، على دفعات، ويوظّفون لهذا الفحش في الاتهامات من هو على تناغم معهم في الأجندة، وفي التقصّد للنيل من مكانة المملكة، والتأثير على نجاحاتها محلياً ودولياً.
**
ومع كل هذا الضجيج، برائحته القذرة، فقد مضى شهر ونصف، وما زالت لعبة تركيا وقطر تراوح في مكانها، دون أن ينجح تعاملهما بما يؤذي المملكة مع مقتل جمال خاشقجي أمام ما أعلنته المملكة من حقائق وإثباتات لا يرتقي إليها الشك، كما هو الشك في التسريبات التركية.
**
إن الإمعان التركي - القطري في طرح اسم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - ضمن المعلومات المضلِّلة- بوصفه من وجَّه بقتل جمال خاشقجي، ثم إدراج اسم سفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية الأمير خالد بن سلمان -امتداداً لأكاذيبهما- ضمن معلومات مضللة عن مقتل الخاشقجي، هي ممارسات لا أخلاقية، وتقصّد دنيء الهدف منه المساس بالقامات السعودية الكبيرة.
**
على أن موقف المملكة من هذه القضية سيظل ثابتاً في تجريم من شاركوا، وقد تم إعلان أسماء المتهمين في القتل، بناءً على الحقائق، وليس على الاداعات القطرية - التركية، وأهمها اعترافات المتهمين، وما سيصدر من المحاكم الشرعية في المملكة، وليس كما تريده الدوحة أو أنقرة، بانتقائية كريهة ضمن مؤامرة عدوانية على المملكة وقادتها.
**
نعم، لقد وظِّف المال القطري لشراء ذمم هؤلاء الذين يطبلون لتسريبات تركيا، من الإعلاميين والسياسيين، فصار الحديث عن مقتل الخاشقجي أشبه بالضجيج في حلقة حراج لبضائع منتهية الصلاحية، أو مغشوشة، أو مقلَّدة؛ بمعنى أن أسعارها، وأسعارهم أيضاً، بحسب تقدير قيمتها الرديئة.
**
وفي ضوء هذا فإن المملكة بحزمها وعزمها وتاريخها وقيادتها وشعبها هي أقوى بكثير من كل هذا النوع الرخيص من الممارسات العدوانية، ونحن على يقين بأن هذه المحاولات البائسة سوف ترتد إلى نحورهم، وأنها ستحرق بشررها ولهيبها كل من غامر بفعل منكر ضد المملكة دون أن يدرك أو يعرف مدى عواقبه.