فهد بن جليد
شكل عمليات البناء والتشييد والترميم سيتغيَّر, المشهد سيُصبح أكثر تنظيماً والتزاماً بمعايير واشتراطات السلامة في جميع المراحل بفضل تدشين كود البناء السعودي, بطبعنا لا نحب الرقابة على طريقة إدارتنا أو تنفيذنا لأعمالنا الخاصة, كثيرون يعشقون التحايل على الأنظمة السابقة للبناء بتغيير معالم الجدران والتمديدات وغيرها بمُجرد صدور رخصة البلدية, انطلاقاً من المثل القائل (من حكم في ماله ما ظلم), فيما يُشبه الصراع الخفي (الدائم) بين مُراقب البلدية أو المساح والمُقاول أو صاحب المُنشأة, وهذا عهد شارفنا على الانتهاء منه وتوديعه, واعتباره من الماضي لننطلق بكل ثقة وثبات نحو مُستقبل جديد في البناء والتعمير, يتوافق مع مُتطلبات العصر, ويضبط المسألة للجميع بشكل واضح.
ليلة -البارحة الأولى- وفي حفل تشدين وإطلاق كود البناء السعودي كان السؤال الأهم الذي حملته لمسؤولي اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي وعلى رأسهم الدكتور سعد القصبي: هل بالفعل سيكون هذا الكود, مُرهقاً وعقبة جديدة في طريق من يُريد بناء وحدة سكنية أو مُنشأة؟ وهذا تخوّف يتردَّد على ألسن الكثيرين, ولكنَّ الحقيقة الغائبة والتي على وسائل الإعلام -برأيي- إيضاحها وتبسيطها بتفسيرها أكثر للجمهور هي أنَّ الكود السعودي للبناء طوق النجاة الحقيقي من الغش التجاري والتحايل في إنشاء الوحدات السكنية, وهو بمثابة الضمانة الوحيدة للحصول على مسكن العمر دون مخاوف أو مفاجآت المُستقبل وتبعاتها, على اعتبار أنَّ جميع المباني خاضعة لذات الاشتراطات التي تُساعد في صلابة المباني ومُقاومتها للكوارث الطبيعية, وسلامتها كبيئة خالية من الأخطار والعقبات في طريق عمليات الإنقاذ, وأن تكون صديقة للبيئة وغير ضارة, بالإضافة إلى الفائدة على المدى الطويل في ترشيد استهلاك الطاقة بأنواعها, وخفض تكلفة تشغيل المباني وصيانتها.
كود البناء السعودي في حقيقته نواة نموذجية لكود البناء الخليجي الموحَّد, وهو بمثابة هدية من المملكة للمُشتغلين في البناء والتشييد في المنطقة, قد نعاني من فهمه أو لا تعجبنا طريقة ضبطه ودقة خطواته بداية الأمر لأنَّه يقضي على العشوائية وينهي اختلاف وجهات النظر والاجتهاد الشخصي, ليجعل الجميع أمام مسطرة واحدة من الجودة بمعايير وخطوات علمية لا تحد من الحرية الكاملة في الإبداع والتصميم.
وعلى دروب الخير نلتقي.