الحلف على الكذب مزحًا
* ما حكم الذي يمزح وكلامه كذب، ويحلف كذبًا ويطلِّق؟
- أولًا الكذب محرَّم، وجاء الحث على تركه وإن كان مازحًا «أنا زعيم ببيت في رَبَضِ الجنة، لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا» [أبو داود: 4800]، فهذا الذي يكذب ارتكب محرَّمًا، وإن قرنه بحلف ازداد الأمر واشتد؛ لأن هذا جعل اللهَ عرضةً ليمينه، والحلف بالله كاذبًا هذا من المحرمات، وإذا طلَّق لزمه ما تلفظ به لا سيما وأن المازح لا يدخل في الغضبان، ولا يدخل فيمن أراد أن يُهدد أو ما أشبه ذلك، فالمازح في سعةٍ من وقته فيلزمه ما تلفظ به.
والحلف كذبًا إذا كان يترتب عليه اقتطاع حقِّ امرئٍ مسلمٍ فهذه هي اليمين الغموس التي تغمس صاحبها في النار، وهي من كبائر الذنوب.
* * *
عادة: سكب الماء والملح في مكان سقوط الأشخاص
* هناك عادة عند البعض وهي: أنه إذا سقط شخص سُكِبَ في مكان السقوط ماء وملح، ما حكم ذلك؟
- لا شك أن مثل هذا لا أَثارة عليه ولا دليل عليه، ولا أثر للماء والملح في هذا الموضع، وإن كان هذا العمل يَتخذه سببًا يدفع به شرًّا أو يجلب به لنفسه نفعًا فهو سبب ليس بشرعي ولا عادي، فيُخشى عليه من الشرك، فلا يجوز بحال.
* * *
الاقتداء بمن يتأخر في الحضور إلى العمل
* انتقلت إلى دائرة عمل جديدة، ولاحظتُ أن جميع الموظفين لا يحضرون إلا التاسعة، فهل أحذو حذوهم؟
- العمل الرسمي الذي يَأخذ عليه الإنسان أجرًا في مقابل وقتٍ محددٍ من الساعة كذا إلى الساعة كذا، لا يجوز أن يخل به إلا لشيء مضطر إليه لا يستطيعه، أما في حال الاختيار فإن هذا لا يجوز، ومقابلُ هذا الخلل الذي اقتطعه من المدة المُتَفَق عليها لا شك أنه يحرم عليه. فإذا كان الدوام يبدأ من السابعة والنصف، وزملاؤه في العمل لا يحضرون إلا التاسعة، فعليه أن يسعى في خلاص نفسه ولا ينظر إلى غيره، وعليه أيضًا أن يبذل النصيحة لإخوانه وزملائه أن يسعوا في براءة ذممهم من هذا الواجب، فإن امتثلوا وإلا يُخبِر عنهم من يُلزمهم بإبراء الذمة؛ لأن بعض الناس يكفيه أن يُنصح ويَحرص على براءة ذمته، وبعض الناس يسعى لإبراء ذمته ابتداءً، وبعض الناس لا بد أن يُؤطَر ويُعان على براءة ذمته، فمثل هؤلاء لابد من إخبار من يُلزمهم بذلك.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء