موضي الزهراني
في يوم 20 نوفمبر تم الاحتفال باليوم العالمي للطفل، وتعددت الاحتفالات في كثير من الدول من خلال جهاتها المختلفة وذلك بالمناشدة والمطالبة بحقوق الطفل المتنوعة سواء كانت صحية أو تعليمية أو نفسية أو حقوقية والتي تقدمت كثيراً في السنوات الأخيرة لصالح الطفل وخاصة تلك القرارات العدلية لدينا والتي أهتم بتفعيلها وزير العدل الدكتور وليد الصمعاني وأنصفت أمهات الأطفال المتنازع على حضانتهم، ونفقتهم ورعايتهم في صك واحد، وانتهت معاناة كثير من المطلقات من حيث متابعة قضايا النفقة والرؤية والحضانة بعدما أنجزت الوزارة مبادرتها الإنسانية الخاصة «بمراكز لتنفيذ أحكام الحضانة والزيارة» وذلك حماية للأطفال من التعرض لتلك المواقف المأساوية التي تواجههم حين تنفيذ أحكام الرؤية والزيارة من خلال مراكز الشرطة! ولكن مازالت هناك قضايا بحاجة لتدخل قضائي أقوى للحد من انتشارها في مجتمعنا، وتسببها في ضياع الحقوق ضياعاً يفتح الباب للشبهات أكثر! فهناك بعض الأطفال مجهولي النسب ضحية لعدم اعتراف الأب بأحقيتهم في الانتساب لأبوته لأسباب مختلفة من حالة لأخرى، ولظروف قاسية لا يفصل فيها إلا القضاء خاصة عندما يطالب الأبناء بأحقيتهم في الاعتراف بهم! وهذا الحق من أعظم الحقوق التي من الأجدر على الجهات الحقوقية والقضائية العمل على تحقيقها بإصرار وعدالة تحافظ على كرامة وإنسانية كل طفل يرفض والده الاعتراف بنسبه بدون أسباب منطقية لهذا الرفض! وما
ذكرته الصحف مؤخراً عن قضية «فتاة اللعان» التي بدأت من عام 1420 إلى الآن لدليل كبير على أن القضية استغرقت 20 سنة بدون حل جذري لتحقيق مطلب الفتاة في حقها الشرعي بالاعتراف بها، أو معرفتها بحقيقة وضعها الشرعي، بالرغم من لجوئها لأكثر من جهة ذات مكانة حقوقية عالية!.. لكن للأسف الشديد وضعها لن يحسمه بلا شك إلا القضاء الذي استغرب بعدم تحويله الأب للتحليل الوراثي بعد هذه السنوات الطويلة؟! وحسم القضية لكي تعيش الفتاة حياتها بدون هذا اللقب المسيء لنفسيتها ومستقبلها! لذلك لكي لا تتكرر مثل هذه القضايا الحساسة والتي لا يذهب ضحيتها سوى الأبناء أن نعيد النظر في اتفاقيات حقوق الطفل، والأنظمة الخاصة بحمايته، وآليات تنفيذها مع الجهات الشرعية، وتصنيف هذه القضايا بالقضايا المستعجلة التي لا تحتمل التأجيل لسنوات طويلة تضيع معها حقوقاً شرعية! فهذه القضية من إحدى النماذج المأساوية التي تعايشت مع كثير من ضحاياها وذلك بسبب العلاقات غير الشرعية، أو بسبب العلاقات الزوجية المستور عنها بدون علم الأسرة أو القبيلة! والضحية في النهاية إنسان بريء دفع ثمن شهوة غير بريئة في الظلام!!.