هالة الناصر
أغلب الجيل العربي يختار الدراسة في كلية الإعلام والصحافة أو أحد أقسامها كحل مضطر لها، فمن كل ألف طالب يوجد طالب واحد فقط اختار الإعلام كهواية لأن الكل يختار العلاقات العامة في السلم الوظيفي أسهل في إيجاد الوظيفة، أضف إلى ذلك أن الجهات بمختلف أنواعها سواء الحكومية أو التجارية التي تتعامل مع الإعلام كيفما اتفق، لا تتعامل مع الإعلام كمهنة وأغلب العاملين في وظائف الإعلام بالجهات المختلفة لا يملكون شهادات إعلام، أغلبهم يملكون شهادات علاقات عامة وهذا خلل كبير جداً، يجب عزل العلاقات العامة عن الإعلام والتفريق بينهما لأنهما وظيفتان مختلفتان، العالم العربي يخلط بين الإعلام والعلاقات العامة، وهذا سبب ضعف الإعلام، يجب أن يكون هناك استقلالية في الوظيفة التي تخص الإعلام،ويجب أن يكون هناك إدارة إعلام مستقلة عن إدارة العلاقات العامة لأن كل منهما لها هدف مختلف ولها وصف وظيفي مختلف،أي موظف إعلام يستطيع أن يكون موظف علاقات عامة، ولكن موظف العلاقات العامة ليس بالضرورة أن يكون قادراً على ممارسة مهام الإعلامي وهذا دليل أنها أهم وتختلف اختلافاً جذرياً، بعد الأزمة الأخيرة التي هوجمنا فيها بشراسة من قبل الإعلام المعادي لدولتنا وبعد الربيع العربي الذي أسهمت في حدوثه بشكل كبير وسائل الإعلام بمنصاته المختلفة، أصبح الإعلام هو رأس الحربة في كل الحروب الاقتصادية والسياسية والحربية، لا بد أن يعيد العالم العربي وجهة نظره في تقييم الإعلام ومنحه حقه من جديد، خاصة أن الحروب المقبلة ستعتمد على الإعلام اعتماداً كلياً، لا بد من إعادة النظر في أهمية الإعلام وفي إعادة هيبة الإعلام، من خلال دعم المنصات الإعلامية العربية قبل أن تموت مثل الصحف الورقية والقنوات التلفزيونية ومنصات السوشال ميديا، لا بد أن تنتبه لها الدول، لا بد من إنشاء مراكز أبحاث إعلامية ودراسات مختصة لأن كل دول العالم فيها مثل هذه المراكز بينما الدول العربية فقيرة جداً في هذا المجال، علينا أن نستفيد من دروس الماضي ونتعامل معها بجدية بالغة الأهمية، جميع المؤشرات تثبت أهمية هذا الكلام ولا تحتاج إلى أدلة أو إثبات، المواطن البسيط يعرف أن إعلامنا فشل فشلاً ذريعاً في مواجهة إعلام الأعداء ولذلك علينا العودة لدعم إعلامنا وتقوية سهامه ليصبح نافذاً ومؤثراً.