سمر المقرن
بكل براءة وتلقائية الأطفال، تبكي غاضبة لأن الملك لم يزرها، كان هذا مشهد طفولي مذهل انتشر خلال الأيام الماضية وكنّا نشاهده ونضحك. هذه الطفلة استطاعت أن تصل إلى حضن الملك وتعانقه وتقبله بعد أن وصل له المشهد وطلب مقابلتها، يااااه كم هو مؤثر أن نرى تلك الطفلة التي تبكي عتباً قبل أيام وهي تهرول ناحية الملك ثم تحضنه وتقبله وقد تحققت أمنيتها برؤيته.
ما بين مشهد تبكي فيه الطفلة وما بين مقابلتها للملك، لم يمضِ الوقت أكثر من ثلاثة أيام، لنقرأ ما وراء هذا الحدث المذهل من إنسانية عميقة داخل كل تفاصيل سلمان بن عبدالعزيز، هذا الملك الذي لم يهن عليه أن لا يستجيب لدموع الطفلة. هذه اليد العطوفة التي كان يمسح بها على وجه الطفلة هي نفسها اليد القوية الحازمة التي جعلت العالم ينبهر بالمنعطفات السياسية التي جاءت في عهد سلمان بن عبدالعزيز.
هذا القلب الكبير الممتلئ بالحنان الذي يتسع للجميع محبة وعطفًا، هو ذاته القلب القوي على من يعادينا ويفكر أو يحاول أن ينال من وطنّا. هو ليس إلا مشهد أبويٌّ يمنحنا متسعاً كبيراً من الشعور بالأمان والاطمئنان وبقرب القيادة السياسية من كلّ شخص منّا في هذا الوطن. مثل هذه الأحداث البسيطة والتلقائية في شكلها العميقة في مضمونها، هي مزرعة يبذر حبوبها سلمان بن عبدالعزيز لتنمو محبة وولاء في غرسِ بعيد المدى على مساحات متموجة بأسطح بيضاء وخضراء وراحة لا يشعر بها من لا يتمتع بقائد مثل سلمان بن عبدالعزيز.
ومع كل ما نراه ونعايشه، يأتي من ينتقدنا إن أظهرنا مشاعر الحب ويُلقي علينا تُهم «التطبيل» إن أظهرنا مشاعر الولاء، وكأن المحبة جريمة والكره هو الواجب والمفروض، وهؤلاء تجاهلهم هو الأفضل لأنهم تربوا وعاشوا في أجواء الضغينة والبغضاء، ولم يشعروا يوماً بما نشعر به من مشاعر نقية ومحبة صافية لا ترجو مصلحة ولا ثمنًا، هم بالمختصر محرومين من هذه الأجواء الجميلة التي يحفها النقاء بين الشعب وقيادته. ولا أقول إلا: لا تلومونا في محبة سلمان.. الأمان.