د. حسن بن فهد الهويمل
قيل في الحكم: ما مات من خلف.
والحكمة لا بد من إحكامها. فليس كل خلف يحفظ الذكر، ويحول دون انقطاع العمل. (القرآن الكريم) ساق لنا أحسن القصص.
فكم هو الفرق بين (ابن نوح) و(ابن إبراهيم) و(إخوة يوسف) و(أخي موسى).
الجاسر خلف واحداً من أبناء الصليبة يغني عن ألف.
أحيا ذكره؛ وكرّس وجوده، ورزق مئات الطلبة، والمريدين الذين محضوه المحبة، والنصح.
ولأن الفضل لا يعرفه إلا ذووه فإن (الملك سلمان) الأديب والمؤرِّخ ظل - حفظه الله- سنداً لمركزه الحافل بجلائل المعارف.
عرفته في مطلع شبابي وفي تقميشاتي السيرية استعرضت لمعرفتي به.
لقد بدأت بحدثين:
أما أحدهما: فعند إعداد رسالتي للماجستير (اتجاهات الشعر المعاصرفي نجد)
وأما الثانية: فعندما عقد العزم مع (ابن خميس) - رحمهما الله- على تأسيس (نادي الرياض الأدبي)، إذ وجها لي طلب الانضمام إلى العضوية خطياً. وفيما بين هذا وذاك استمر التواصل إلى حد الخلطة.
حمد الجاسر أديب، ومؤرِّخ، وعالم، ومحقق؛ ويكفي أن (طه حسين) في (مجمع اللغة) يحيل إليه كل متعلقات (الجزيرة العربية) ويدعو إلى الصمت حين يتحدث.
(الجزيرة) عيبة الأمة العربية في ماضيها؛ وحاضرها.
الجاسر يتمتع بجلد البحث، وصبر أيوب؛ احترقت مكتبته؛ ومات ابنه؛ ولم يزده ذلك إلا صبرا؛ واحتساباً، وتصديقا.
سوانحه من امتع السير الذاتية؛ وفضل استدراجه لكتابتها يعود لـ(أبي بدر القاضي).
فهو رائد (السوانح؛ والتباريح) للجاسر، والظاهري.
بعد هذه الإضافات المتميزة في (مركزه؛ ومجلته)
لا بد من صياغة جديدة لاستعادة (علامة الجزيرة) والأمر لكوكبة المريدين الذين يديرون (المركز) ويتعهدون (مجلة العرب) فما عادت النمطية مجزية في زمن التحولات المتواصلة.