ناصر بن فريوان الشراري
مجموعةٌ من نخب المجتمع السعودي وعبر «قروب» كنت فيما بينهم وإذا بالحديث يدور حول الزيارات الملكية الميمونة، والحديث هنا حول ما قدمته كل منطقة والعاملون في برنامج الاحتفالية لديها من جهد لإبراز منطقتهم لجعلها هي المتسيدة والمتصدرة للمشهد من خلال صنع برامج والإتيان بأبطال من يقومون بتلك المشاهد والأدوار والمواقف والكركترات، فكيف وما هي الطرق والسبل وما اللون الذي سيلعبون به لكسب المعركة بتلك الملاحم الاحتفائية للاستحواذ على رضاء الجميع وشد انتباههم في المساحة التي سوف يقدمون من خلالها وفي حضرة الملك المعظم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، في تلك الأثناء وخلال ذلك النقاش ما كان مني إلا أن «اِنْبَرَيْتُ» في ساحة ذلك «القروب» النخبوي وقلت «الحفل بتشوفونه باكر في عرعر»، وعندما أتى ذلك الباكر أي يوم غد وشاهد الجميع ذلك الحفل الأسطوري الذي سطره أبناء منطقة الحدود الشمالية كافة ممن تم إشراكهم من القائمين على الحفل حتى ضجَّ ذلك «القروب» بتأييد ما قلته ليلة البارحة، فأهالي منطقة الحدود الشمالية الأكارم وأميرها الهمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز لم يأتوا بشيء جديد وليس أدل على ذلك ما قلته بالأمس، فالتاريخ والزمن يعيد دورته، وعندما قلت «الحفل بتشوفونه باكر في عرعر» ليس تنجيماً أو ضرباً من ضروب العلم بالغيبيات، ولكننا نستدل بالمآثر، فهذا الحفل امتداد لذاك الحفل العالق بالذاكرة والأذهان، حفل زيارة الملك سلمان -حفظه الله- هو بالإبهار نفسه الذي شاهدناه قبل زمن إبان زيارة الملك عبدالله -رحمه الله- لمنطقة الحدود الشمالية.
فعندما تُمعن النظر تشاهد مدى الإدهاش في اللوحة الاستعراضية المعروضة والمشاهدة أمامك، ومدى التناغم والرتم المنسجم في جميع تلك الملحمة الاستعراضية والفلكلورية التي حملت ثقافة جميع شرائح مجتمع منطقة الحدود الشمالية، وكذلك جميع الألوان والأطياف الثقافية بمملكتنا الحبيبة، حتى أن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- أبى إلا أن يبادر بالمشاركة في العرضة السعودية، وهذا ينُمّ عن مدى إعجابه بما شاهده ورغبته الكبيرة -حفظه الله- في المشاركة في تلك الاحتفالية الكبرى، حتى أن أداء الطفل الذي قدّم إحدى القصائد الشعرية الترحيبية بالملك واسمه راكان بن عواد المضياني العنزي كان أداءه بطولياً رجولياً شجاعاً هماماً مغوارًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، نحن نقرأ التاريخ، والتاريخ إما أن تجعله ينصفك وإلا سوف ينتصف لنفسه منك..!
تلكم الملحمة الاحتفالية التي سطرها التاريخ بمداد من ذهب وتوجتها أيادي الخير والنماء بتدشين مشاريع النماء والتطور والازدهار في عصر النهضة الصناعية الشاملة، وكان لملك الحزم والعزم ولسمو ولي عهده الأمين موعداً مع وعدنا وعد أهل الشمال وأهل كل المملكة في تدشين مشاريع عملاقة في مدينة «وعد الشمال»، فكان لأهالي محافظة طريف وقفة مع التاريخ ليدخلوه من أوسع أبوابه من خلال لقائهم التاريخي بملك الحزم والعزم واستقبالهم له وأقدام الجميع تقف ثابتة كرسو الجبال وثابة الخطى للمعالي على سطح تلكم الأرض الرؤم أرض الشمال «العَذِّية» والتي تربض على مساحة كبيرة منها مدينة الصناعة مدينة الغد المنشود «وعد الشمال»، فأهلاً بملك ملوك الأرض وأهلاً بولي عهده الأبي الأمين الذي ملأ اسمه أصقاع الدنيا بالقوة والجسارة على أعداء الأمة وباللين والرفق على أبناء الأمة.. فأهلاً بكما زعيمي بلاد الأمة العربية وبانيي أمجادها بين حنايا أضلع تلكم الصدور الشمالية الواسعة.