د.عبدالعزيز الجار الله
الزيارة التي تمت قبل أيام لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- إلى مناطق شمال المملكة : تبوك، الجوف، الحدود الشمالية، افتتح ملك البلاد ودشن ووضع حجر الأساس لمشروعات تجاوزت قيمتها (32) مليار ريال. مشروعات تم توقيعها وأخرى يتم افتتاحها، بعضها خدمية وصناعية وإنتاجية وسياحية في مناطق عزيزة وغالية على بلادنا، واقعة على حدودنا الشمالية تحملت طوال تاريخها الاحتكاك المباشر الإيجابي منها والسلبي كان آخرها:
- زمن أطماع الدول الاستعمارية الأوروبية والتركية أوائل القرن العشرين حينما كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله يوحد أقاليم الدولة ويرسم ويحصن حدود بلادنا.
- الضغط الذي تعرض له شمال السعودية إبان حرب الخليج العراقية الأولى عام 1980م دارت رحى الحرب بالقرب من حدودنا الشمالية، حيث تحملت المناطق الثلاث بالإضافة إلى المنطقة الشرقية تبعات الحرب وأعبائها وتهديدات إيران.
- حرب الخليج الثانية عام 1990م احتلال العراق للكويت ثم تحريرها عام 1991م وهذه زادت من أعباء المناطق الشمالية ومعاناتها حيث كانت المناطق على مرمى الصواريخ والتعديات وويلات الحروب ومشكلات اللاجئين العراقيين.
- الحرب الأمريكية على العراق واحتلاله عام 2003م التي أدخلت مناطق الشمال في توتر وأجواء حرب وأزمات على الحدود.
- الحرب الأهلية ثورة الربيع العربي في سورية عام 2010م وما جرته من صراعات ولاجئين على الأردن والسعودية تضررت منه مناطقنا الثلاث.
جميع هذه المشكلات المعقدة سياسيا وعسكريا التي مازال بعضها مشتعلا لم تتوقف عجلة التنمية السعودية، وفِي زيارة الملك سلمان قبل أيام أعلن عن أكثر من (32) مليار ريال لمشروعات تحت التنفيذ وأخرى تم افتتاحها، دون توقف لعجلة التنمية بل ضخت أموال في الاقتصاد المحلي لهذه المناطق من أموال من خارج الميزانية السنوية، وجعلها تصب في قطاعات الخدمات والصناعات والسياحة والترفيه واحتياجات المواطن.