خالد بن حمد المالك
يبدو أن هذه المشاهد الكريهة في الإعلام الساقط ستستمر في إيذاء المتابعين يعرض هذا الزخم من المعلومات القذرة، وأن القائمين على هذه القنوات والصحف والمنصات لا يحترمون أنفسهم، فضلاً عن أن يحترموا غيرهم.
* *
وإذا قيل لهم ما هي مصادركم؟، قالوا «قالت السي إن إن»، و«قالت الواشنطن بوست»، و»قالت النيويورك تايمز»، في تكرار مكرر وممل ومبتذل، ويقدم إعلاماً رخيصاً، وإعلاميين يسيئون للمهنة.
* *
أفهم أن تتم تغطية وفاة جمال خاشقجي ليوم أو يومين، وفي برنامج أو اثنين، ولكني لا أفهم الاستمرار لما يقترب من شهرين، وفي تلفيق معلومات في برامج وحوارات وتعليقات تأخذ كل وقت قناة الجزيرة، وهي القناة التي تُسيّرها قوى معادية لدول منطقة الخليج، بما فيها قطر التي ينطلق البث منها.
* *
لقد تم إطفاء الحماقة التركية والقطرية من مقتل الخاشقجي من خلال الموقف الحكيم للدول الثلاث الكبرى في العالم؛ وهي: الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، والصين، التي لم تتجاوب مع السياسة القطرية-التركية في توظيف هذه الجريمة للإساءة إلى المملكة وإلى رمزها الكبير ولي العهد محمد بن سلمان.
* *
ولا أدري كيف لقناة الجزيرة والإعلام التركي، وذلك الإعلام الممول من قطر أن تخرج من هذا المأزق ومتى، وكيف لتركيا أردوغان أن تجد لها طريقاً يحسّن صورتها بعد كل هذه التسريبات المضللة التي تتوالي من مصادر أمنية تركية مجهولة عن مقتل جمال خاشقجي، بعد أن أخذت المملكة زمام المبادرة في التعامل مع ما يحمي حق المتوفى وأسرته ممن كانوا سبباً في وفاته.
* *
لقد آن الأوان لتبادر تركيا بالاعتذار عن كل الإساءات التي صدرت من مسؤوليها، والمعلومات غير الصحيحة التي هيّجت العالم، لإبقاء العلاقات التركية- السعودية بمثل ما كانت عليه أو أفضل، قبل أن يتعرّض خاشقجي إلى ما تعرّض له، وأن تسلّم كل ما تدعيه من إثباتات ومعلومات ورجال أتراك لهم علاقة بمقتله إلى القضاء السعودي.
* *
وأن تتخلى عن مطالبتها بتدويل القضية، أو محاكمة المتهمين في تركيا، فضلاً عن محاسبة كل من أساء إلى المملكة من الأتراك اعتماداً على معلومات غير صحيحة، أما من يعمل في قناة الجزيرة ومن سايرهم من الإعلاميين فمحاسبتهم تمت لأن هذه القضية كشفت عن أنهم إعلاميون مزيفون، وخارج سياق الإعلام الموضوعي الصحيح، وقد بان لكل متابع أنهم لا يستحقون النظر إليهم إلا على أنهم بلا ضمير، وأن المال القذر هو الذي يسيّرهم.