حمّاد السالمي

* وهل مقتل المواطن السعودي (جمال خاشقجي) -رحمه الله- في قنصلية بلاده بإستانبول؛ سبب كافٍ، لكي يتحول الرئيس التركي (قردوغان) إلى خطيب يومي لنشر روايات وفبركات كثيرة؛ وتحويل آلته الإعلامية إلى ظهير وسند لـ(الجريرة القطرية)، وإعلام المال القطري في عواصم أوروبا، ثم لم يكتف (قردوغان) بذلك؛ بل راح يشد الرحال إلى زعماء أميركا وأوروبا؛ محرّشًا ومحرّضاً ومؤلبّاً على المملكة العربية السعودية، في حين أن قضيته -إن كانت هناك قضية- هي بينه وبين المملكة العربية السعودية فقط..؟.

* لم نعرف من قبل؛ أن إنسانية (قردوغان) ومن لف لفّه في عواصم أميركا وأوروبا؛ تتحرك وتحترق لمقتل إنسان أيّاً كان. كم من زعيم وصحافي وإنسان؛ خُطف وقتل على الأرض التركية، وحتى في أوروبا وأميركا، فما اهتز لذلك (قردوغان)، ولا حقوق الإنسان، ولا سيناتور وزعيم حزب في دول الغرب، ولا في (جريرة قطر). ماذا يجري بالضبط..؟.

* الذي جرى ويجري بالضبط؛ هو تنفيذ مشروع كبير؛ يستهدف المملكة العربية السعودية في أمنها واستقرارها ووحدة ترابها. كان هذا المشروع الدولي الخبيث؛ قبل مقتل جمال خاشقجي، وركب موجة الحادث، وسوف يستمر إلى أجل غير مسمى. هكذا ينبغي لنا أن نقرأ المشهد اليوم، وأن نفهم جيدًا تكالب أعدائنا علينا، ابتداءً من (دوخة قطر)، إلى طهران وأنقرة، وعواصم عالمية تفتح أبوابها لشواذ العرب، من أذناب الحمدين، وأعوان إخوان الشيطان، الذين يديرون دويلة قطر، ويتمسحون بحذاء (قردوغان) في تركيا صباح مساء.

* المملكة العربية السعودية؛ نجت -بفضل الله، ثم بحكمة قادتها وإخلاص شعبها- من مشروع الإخوان المدعوم قطريًا، لتفتيت العرب، وإزالة دولهم القُطرية تحت شعار: (الربيع العربي)، بل وساهمت في إنقاذ مصر من براثنهم. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ تقف بصلابة ضد الجماعات الدينية المتطرفة والإرهابية، التي تحظى بدعم إيراني قطري في المنطقة.. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ تقف بقوة ضد تفريس العراق والبحرين وسورية ولبنان واليمن. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ تقود أكبر تحالف عربي ضد التدخل الفارسي في اليمن ودعمه لميليشيات الحوثي الإرهابية، بهدف تطويق دول الحليج والمملكة، وتهديد الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ تشترك في قوة عربية رباعية لمقاطعة قطر، وتأديب قادتها، وردها إلى حضنها الخليجي والعربي، بعد أن ثبت تآمرها على المملكة ودول الخليج والعرب كافة، واحتضانها لجماعة الإخوان المفسدين، وتسخير مالها القذر لقتل الزعماء العرب، وإشعال الفتن في سورية وليبيا والجزائر والمغرب والعراق واليمن والبحرين. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ لم تختف من الخريطة كما تنبأ بذلك أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه حمد بن جاسم. بل ظلت قائمة شامخة، تنصر المظلوم على الظالم، وتدعم حقوق العرب كافة. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ تقود تجربة إصلاحية جديدة.. اجتماعية واقتصادية وسياسية كبرى. تتمثل في التحول الوطني 2020 ، ورؤية المملكة 2030 ، وظهرت أولى بوادرها في مشروع القدية، ومشروع نيوم الكبير، وهي بذلك ماضية في خلق نموذج تنموي فريد وجديد في المنطقة العربية والشرق الأوسط. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ لم تستسلم أو ترضخ لكافة الاستفزازات والابتزازات التي مورست عليها من قبل (قردوغان)؛ عقب تنفيذ المقاطعة العربية لدويلة قطر، ولن ترضخ أو تستسلم لا اليوم ولا غداً، لا لـ(قردوغان)؛ ولا لغيره من تجار المواقف السياسية، ومرتزقة الإعلام في (الدوخة)، أو في (أنقرة ولندن وواشنطن ونيويورك) وغيرها. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ ظلت طيلة أربعة عقود؛ وهي تواجه المحاولات الإيرانية الكثيرة لتخريب مواسم الحج، وتهديد أمن حجاج بيت الله الحرام.. تواجه كل ذلك بالحكمة والهدوء، وكشف الحقائق لمن يرغب في ذلك. حافظت على أمن الحجاج، وراعت حرمة بيت الله الحرام، وصدت النوايا العدوانية لملالي إيران، دون ضعف أو تهاون. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ تدعم القوى العربية الحرة، التي تقاوم المد الفارسي في أكثر من قطر عربي، وخاصة في العراق، وسورية، ولبنان، واليمن. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية؛ تشكل مركز قيادة وريادة في منطقة الشرق الأوسط، فعليها يعوّل العالم الحر، للتخلص من الجماعات الإرهابية المسلحة، وكبح جماح التمدد الإيراني في المنطقة، والتخلص من شراذم الإخوان المبلسين، الذين يديرون دفة الحكم في قطر، وتعزيز النمو الاقتصادي في العالم، واستقرار سوق الطاقة، والمحافظة على توازن القوى في المنطقة.. إذن هي مستهدفة.

* المملكة العربية السعودية.. إنها تلك الشجرة المثمرة، التي يرميها كل حاقد، وحاسد، وغادر، وخائن، وضغين. لا عجب، فهذا هو السبب:

لا تأسفنّ على غدر الزّمان لطالما

رقصت على (عُرن) الأسود كلابُ

لاتحسبنّ برقصها تعلو على أسيادها

تبقى الأسود أسوداً، والكلاب كلابُ