صيغة الشمري
هناك عشرات التعريفات التي تشرح مفهوم الإعلام الجديد أو مايسمى بالإعلام الرقمي الذي أحدثته الثورة التكنولوجية منذ أول يوم انطلقت فيه خدمة « الانترنت» لتقلب كل شيء رأساً على عقب، بدون مبالغة انقلب كل شيء على وجه الكرة الأرضية بعد دخولنا العالم الرقمي، حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كل شيء خضع لهذا المارد الذي وضع يده على أخضر الدنيا ويابسها، الخطورة تكمن أيضا بأنه بدأ يقلص من أهمية العنصر البشري في الكثير من المهن، وبدأ يغير أيضاً من تعريف المهن ووصفها بل إنه أوجد مهناً ومفاهيماً إدارية لم تكن معروفة من قبل، التسويق السلوكي مثلاً لم يكن موجوداً في عالم التسويق قبل وجود العالم الرقمي، كذلك يهدد البشرية من خلال الوقوع في كماشة الاحتكار التجاري وربما ذهب لما هو أبعد من ذلك، أشرار العالم الرقمي لهم عالم سفلي لايمكن تخيل بشاعة مايفعلوه في فضاء خارج سيطرة أي قانون مثل حي شعبي فقير يصعب على رجال الشرطة دخوله، يتيح العالم الرقمي للأشرار مساحة كبرى وشاسعة لممارسة السرقة أو الجريمة عبر أي برنامج للتهكير في حرية كاملة لاستهداف المليارات من الأجهزة الكفية أو المكتبية لارتكاب أي جريمة دون الخوف من بصمات أو كاميرات أمنية، الأرقام التي تحدث عنها الملتقى المختص بأمن العالم الرقمي في الرياض قبل عدة أيام تعتبر أرقاماً مخيفة ومقلقة تكشف بأن العالم الرقمي ليس عالماً وردياً كما كنا نعتقد بل هو عالم مخيف ويحتاج إلى كمية من الحذر تبلغ أضعافاً مضاعفة من الحذر الذي نحتاجه في حياتنا قبل اقتحام العالم الرقمي لها، يكشف الملتقى بأنه أكثر من 40% من شركات تجارية شرق أوسطية ذات صيت تعرضت لضرر حقيقي بسبب اختراق أمنها الرقمي، يد الأشرار أصبحت طويلة في العالم الرقمي وأخشى ما أخشاه هو أن نصحو في يوم من الأيام ونجد عالمنا الرقمي تحت سيطرة مجموعة من القراصنة الرقميين لاسمح الله، الأمن السبراني في العالم الرقمي لازال بحاجة للكثير من الدعم والتطوير ولهذا السبب قد يكون الاستثمار فيه هو الأكثر ربحية كوننا أمام تقنية مثلما جعلت حياتنا سهلة جعلت اختطافها منا أكثر سهولة!