ناصر الصِرامي
فكرة سهلة ومحتوى منوع غير بشكل كامل في صناعة المؤتمرات بالكامل، وجعلها في متناول الجميع بأسهل طريقة ممكنة، وهذا لوحده سر للوصول إلى كل العالم!
(TED) هي اختصار لتكنولوجيا وترفيه وتصميم. عبر سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الأفكار الجديدة للعالم، وترعاها «مؤسسة سابلنج الأمريكية» وهي مؤسسة غير ربحية خاصة شعارها «أفكار تستحق الانتشار»!
في 1984م تأسست كحدث منفرد متوافقاً مع نشأتها في وادي السيليكون. وتعقد الفعاليات اليوم في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا وكندا، إضافة إلى دول أخرى خارج نطاق اللغة الانجليزية، تحت علامات تجارية مختلفة ولكن متقاربة جدا.
جميعها تأتي مع بث حي للمحادثات التي تتناول مجموعة واسعة من المواضيع في مجال البحث والممارسة العملية للعلم والثقافة، ويتم ذلك غالباً بطريقة سرد القصص في 18 دقيقة كحد أقصى لعرض أفكارهم تحت علامة المحتوى «تيد»..
من عام 2005م إلى عام 2009م، تم منح 3 جوائز سنوية من تيد قيمتها 100.000 $ لمساعدة الفائزين بها على تحقيق حلمهم في تغيير العالم. لكن ابتداءً من العام 2010م، تغيرت عملية الاختيار لتشمل فائزاً واحداً فقط، تقول تيد إنه «سبيل ضمان تحقيق أقصى قدر من الجهود التى يمكن بذلها في تحقيق رغبة الفائز».
اليوم تتوفر مؤتمرات تيد للمشاهدة المجانية على الإنترنت، وذلك منذ عام 2006، ويبلغ عدد متابعي قنواتها بمختلف فروعها نحو 50 مليون مشترك، وأصبح تطبيق «تيد» متوفر بشكل أساسي على كل الأجهزة الذكية، ويحظى المحتوي لمتابعة متفردة حول العالم، مع زيادة تنوع المواضيع إلى قضايا تتعلق بالتجارب والخبرات والسلوك البشري، حيث تترجم المقاطع إلى مختلف اللغات من بينها اللغة العربية. بعض الحديث، والمحاضرات شوهدت خمسمائة مليون مرة.
أصبحت منتدى ومنصة لصناعة محتوى مختلف ومتفرد، وهذا سبب تميزها، وثقة المتابعين حول العالم بكل ما تطرحه تقريبًا. تقول تيد «نحن نؤمن بحماسة بقدرة الأفكار على تغيير التصرفات والحياة، وفي النهاية قدرتها على تغيير العالم. لذا فإننا نبني هنا مكاناً لتبادل المعلومات لنوفر المعرفة المجانية والإلهام من مفكري العالم الأكثر إيحاء، ومن مجموعة من الناس المتعطشة لمشاركة الأفكار مع الآخرين.
محاضرات من مختصين وباحثين في الصحة والتعليم والرياضة والفصاحة والتغذية وغيرها، منحها تنوعًا إضافيًا وجمهورًا واسعًا، حيث أصبحت تلبي احتياجات تغطي مواضيع مختلفة جدًا ومتنوعة جدًا جدًا يصعب حتى مجرد سرد عناوينها. ثم انطلقت في تقديم تراخيص لأطراف ثالثة مستقلة لتنظيم مؤتمرات تيد على الصعيد الدولي، تيدكس ( TEDx).
فكرة رائدة أصبحت تجوب العالمين الواقعي والافتراضي، وتحقق انتشارًا وجاذبية مختلفة لمحتوى مميز ومتنوع، يجمعها نسق وهوية واحدة من أقصى شرق كوكبنا لأقصى غربه، وبكل اللغات اليوم تقريبًا، وهو متوفر بسهولة متناهية للوصول إليه في أي وقت ومن أي مكان.. أفكار تستحق الانتشار، ولا بد أن تجد فيها ما يهمك..!